عام

نسمات – 4+5 / 2012م

Views: 2325

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تحية طيبة وبعد

اشتقت لحرف، وللقلم يداعبه، ولخفقة فؤاد وخطْرة فكرٍ أُدثِّر بهما مشاعري وآمالي وكل أشجاني
اشتقتُ لتُرب، ولروْضٍ أحنُّ إليه كلما زفرت أنفاسي على هذه الأرض الطيِّبة رباطًا واحتسابًا
اشتقت لعطاء أحاكي به هموم النَّاس، وأمسح به دمعهم ووجومهم وما تكتمه صدورهم !
مع كل شمس جديدة أنسج الأشواق بريدًا وأنثرها على الرُّبوع أطوي بها كل أحزاني في ثوب ابتسام!

مرَّ زمان من آخر مراسلة بخلاف الأسرى ومناقشتي، وفي هذه الرِّحلة القصيرة موجز لما قد مر:

مبتدئة بالختام، اليوم عاد رفات بالأرقام كان مُغيَّبًا محتجزًا، عاد بالألم ولكنَّه يطوي صفحة انتظار وتعلُّق فالإنسان وإن فقد حبيبًا يشتاق لتوديعه وإن كان هذا الوداع أبديًا
لم تعد الجثامين ضمن اتفاق الأسرى فهذا كلام غير صحيح، ولكن بالتأكيد هناك مقابل يحمله بطن المفاوِض!

مرَّت النَّكبة هذا العام أسيفة لم تكن كالعام الماضي الذي حمل عنوان “مسيرات العودة” خاصَّة أنها جاءت بعد التوصل لاتفاق مع الأسرى ضمن إضرابهم لمدة 28 يومًا متواصلة، وبعدما بلغت قضيتهم لحظة بدء الحراك الفعلي.
ربما رمزية النكبة وهمها الكبير يشعر به اللاجئون خارج فلسطين، ومَن لم تتلوث أصالتهم من أهلنا في الداخل الفلسطيني.
لا أعلم أي معنى تحمله الاحتفالات أو تعليق الدوام الحكومي لمجرد العودة للبيوت! إحياء باهت وفكرة سخيفة، في مقابل اتساع في شكل الاحتفال باحتلال القدس وإقامة دولة الاحتلال، مفارقة دامية!

أمَّا إضراب الأسرى، فقد نجح فقط في إخراج مَن في العزل، وهو إنجاز يُسجَّل ولكن ما مصير بقية المطالب وخاصة الإداري؟!
القضية تعود للوراء والتحرك الذي سبق وأُجهِض بدعوى أنه تم التوصل لاتفاق هل يمكن أن يعود؟
قضية يغيب معها التفعيل والاهتمام حتى تصبح محصورة بقلة ضيقة فقط لا تملك إلا الصراخ بلا صدى!
حقوق إنسان، والإنسان أغلى ما نملك، ثم السلوك لا يوافق الخطاب!!

وفيما يتعلق برسالتي فإنَّ أبرز الأفكار كانت:
– يتمتع الإسلام بنظام حكم مرن، السيادة فيه للشرع والسلطان للأمة.
– يمكن تأقيت حكم الحاكم/الرئيس/الأمير/الخليفة لما في ذلك من مصالح للأُمة تمنع أو تحد من الاستبداد والظلم والفتور والفساد الإداري وغيرها.
– للنَّهضة بالأُمَّة متطلبات منها: العقيدة والحمية للدين، تحرير الأرض من الاحتلال أو الارتهان الخارجي أيًا كان شكله، الاجتهاد والتجديد، تنمية المسلم الإيجابي المبادِر، مكافحة الفساد كالرشوى والربا والظلم وغيرها، ومواكبة التطور العلمي.
– توفر متطلبات النهضة يمهد الطريق لإقامة نظام حكم إسلامي بمقوماته وخصائصه.
– لا بد من تآزر كل الجهود والجماعات الإسلامية بوصفها جزء من جماعة المسلمين، مع الحرص على استيعاب المخالفين فهم جزء من المجتمع.
– النَّجاح بإقامة نظم حكم إسلامي سيوفر المناخ لإعادة رسم السياسات جميعها في كل المجالات بما يخدم أهداف الإسلام ويحقق النَّهضة الحضارية الشاملة ليعود الإسلام وأمته إلى مكانتهم الريادية المتميزة إبداعًا واكتشافًا ودعوة وعطاءً بلا حدود.

وختامًا أسأل الله أن يبارك لي ولكم في رجب وشعبان ويبلغنا وإياكم رمضان
وقد بدأ الجِد فلنجتهد

إسراء
10/رجب/1433هـ
31/أيار/2012م

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *