عام

نظرات في أيلول (09/2012م)

Views: 714

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تحية طيبة وبعد

إطلالة جديدة أختم بها معكم أيلول في نزعه الأخير، وقطرات الغيث تعطِّر أنوفنا وتحيي ذاكرة اشتاقت للارتواء، تحمل إلينا الرحمات، شهر في ساعاته الأخيرة يُجبر فيه بعض الكسر، ويُرحم بعض الضعف.
أيلول في الذاكرة نازف مُتعَب هرِمت معه الأحداث وإن أنعشتها ذواكر الشباب، أما أيلول في حاضرنا فإنه همسة وفاء، ثورة على الظلم والسكوت، بصيص أمل، وحريَّة مهداة على جناح الوجع الذي لاقاه المهداة إليهم!

النظرة الأسيفة التي اعتدناها ونحن نتصفح تاريخنا الدامي في القرن الأخير تنعكس على أنفسنا وحياتنا من حيث لا ندري، بينما نظرة الأمل والإيجابية وإرادة التغيير التي نستقبل بها مراجعاتنا التاريخية، وبحثنا عن الحقيقة، والتفكير بآليات الإصلاح والتغيير؛ هذه النظرة كافية لتسكب على أوقاتنا بركة مضاعفة، لأن الهم لم نرهقه بالحزن؛ بل رافقه همة وعزيمة.
وهذا يجري على صبرا وشاتيلا واغتيال إياد شلباية، وأحداث افتتاح النفق 1996م، واندلاع انتفاضة الأقصى الثانية 2000م.

أما نظرة الاستخفاف التي نقابل بها حركة التغيير الدائرة في ميداننا الفلسطيني فيُفضل أن نجعلها في أدنى مستوياتها ونرتقب تغييرات كبرى؛ ستفرضها معادلات كثيرة، منها استمرارية غليان الشارع، مضافًا إليها استمرار اعتداءات قطعان المستعمرين على الإنسان والشجر والحجر؛ أطفال وشيوخ وزيتون ومساجد، إلى جانب استهتار المستوى السياسي بما ينتظرهم.

في أيلول ونحن نواجه خيارات التغيير؛ ونواجه قراراتنا الداخلية بعد بدء فصل جديد، وبعد أن دبت الحياة من جديد في المجتمع، وبدأ يسير دولابها؛ فإننا نواجه شاخصة مكتوب عليها: “أين تقف الآن؟ وإلى أين تريد؟ وكيف ستفعل ذلك؟” فإما نضع إجابة ونبقيها أمام أعيننا لتدفعنا للمضي قُدمًا مهما تعثرنا، ومهما تعبنا، ومهما أعيتنا وحدة المسير لنحقق ما نصبو إليه، والخيار الثاني غير موضوع في الخيارات

هي الحاجة لأن تعزل نفسك عن كل فوضى الحياة وحركتها لتسمع صوت داخلك وتنطلق، فتفكر دون تأثر بمحيط وواقع، وتمضي في قرارك، وهي لحظة فاصلة بين حزن وابتسامة، لكنها كفيلة أن تقلب سواد الليل نهارًا مضيئًا باسمًا.

النظرة الأخيرة:
أسعد اللحظات حين تلمع في ذهنك فكرة فتسارع بتدوينها، وتطيل التأمل، وتشارك غيرك سعادتك، وتسمع رأيه وتحفيزه، هذه لحظة ولادة لأثر، ولادة لبصمة ربما يُكتب لها سبيل التحقق فتكون كنزك في حياتك ومماتك إلى ما شاء الله.

أسعد كثيرًا والحروف تنهمر بين أصابعي، ولكن سعادتي تكتمل حين نتبادل معًا حكاياتنا وتجاربنا ورسائلنا
اليوم هذا ممكن ومتيسر بدقائق فلمَ نزهد به؟

داعية لمن يقرأ سطوري بكل الخير
فزتم برضى الرحمن وسلمتم من كل سوء

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إسراء
14/ذو القعدة/1433هـ
01/تشرين أول/2012مـ

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *