عام

تعلَّمت في أيلول (09/2013م)

Views: 933

تعلَّمت في أيلول (09/2013م)

وأيلول كتاريخه مكتنز بالدروس كما أجواؤه نشطة ومتقلِّبة، أفكار كثيرة تناثرت وقليل ما تم اصطياده ونثره، وقليل من قليل ذاك الذي حُفِر كي لا يُنسى في ذاكرتي كإنسان.

 تعلَّمت أن تغييرًا واحدًا على حياتك يحتاج منك فقط قرارًا جريئًا تتحمل مسؤوليته وتدرك تبعاته سواء كانت النتيجة كما ترغب أو العكس، في لحظة إدراك كل الأبعاد للقرار فإنك تدرك حجم إقدامك وثقتك من قرارك، باختصار: أنظر لما بعد القرار وركِّز عليه، ومَن أطال اتخاذ القرار المناسب أفسد لحظاته الراهنة وأضاع المأمول كنتيجة.

 وتعلَّمت أنك قد تهتم بإنسان ولا يُبادلك ما ترغب من الاهتمام سواء لاختلاف الشخصيات أو اختلاف الطريق أو لأسباب لا يجد الجرأة والرغبة في تحديدها، وهنا عليك فقط أن تحدد ما الذي تريده، وكم يحتل من حياتك، والأهم من ذلك أن لا تنتظر مجهولًا ولا تربط كل حياتك وترهنها بعلاقة، سواء أخوَّة أو عمل أو معرفة.

 وتعلَّمت أن الوقت يتسرَّب منا وهو أكثر ما نحتاج وأقل ما نهتم به، إما بانشغال مزيَّف أو كسل أو تأجيل وطول أمل، وإن رصدنا أفكارنا وما يمكن أن ننفع به بيوتنا ومحيطنا وعملنا وعلاقاتنا وفكرنا لوجدنا أوراقًا ممتلئة بالعمل تحتاج مشمِّرًا ومغتنِمًا للوقت.

 وهذا أعادني لاستخدام الورقة من جديد لكتابة مهامي اليومية ومتابعة إنجازها؛ بعد أن استخدمت تنبيه الجوال وملف الword لمتابعتي اليومية، ولكن يبدو لي الورقة أكثر إلزامًا لعل ذلك بسبب مشاركة أكثر من حاسة معًا في ترتيب البرنامج وبرمجة العقل للاستعداد لها.

 وتعلَّمت أن التكنولوجيا وانشغالات الناس الكثيرة بين العمل والبيت ودوائرهم الاجتماعية قد تؤثر سلبًا على علاقات الأخوَّة؛ فمن التماس العذر أن تخبرهم بما  لديك وما  يستجد على صعيدك الشخصي ولا تنتظر سؤال أو تفقد أحد، ولا تعتب إلا ضمن ضرورة تفرضها طبيعة العلاقة.

 كما تأمَّلت سعي الإنسان وجدته يسعى لأحلامه، وأحلامه هي ما يحتاج أو يفقد في حياته، ورأيته يتقلَّب ذات اليمين وذات الشمال مسكونًا بالهمِّ متى يحصل على حلمه وما يفقد، ولكنه في غمرة ذلك يغفل وينسى تلك النِّعم الكثيرة التي تحيط به، وحتى إن انتبه وحدَّث نفسه بالرِّضى يشعر بغصَّة لأن الرغبة التي تجتاحه للحصول على سعيه تسيطر عليه.

وحده التسليم إن وجِد يمكن معه أن يدرك الإنسان كل ما يحيط به بسعادة وامتلاء بالقناعة والرضى.

 وتأمَّلت جدوى كل ما نفعل ونقوم به من نشاط فكري وبدني واجتماعي فوجدتُ أن كل إنسان موكول لهدفه من نشاطه أي كان نوع النشاط، وتحديد الجدوى غير قابل للقياس في كثير من الأحيان إلا ضمن إطار علاقات محددة وتواصل محدد؛ ومَن يريد الأثر فعليه نيته يخلصها ويُقيِّم أداءه ويجدده، وبذرة الإخلاص لا شك تنبت وتورق بإذن الله ولو بعد حين، في حياتك أو بعد مماتك، (سار وهذا الأثر).

 أعدتُ التفكير برسالة الماجستير كثيرًا؛ رغبة مُلحَّة في ظل الوضع العام، وأجد لديَّ رغبة في فضها من جديد ومراجعة بعض فصولها فلعلي أعدِّل أو لا أعدِّل ولكن أجد المراجعة ضرورة فقد تغيَّرت نظرتي للكثير من القضايا.

 وقررتُ الاستمتاع بالطبيعة كما هي دون ربط بأي حدث أو شعور داخلي، وتأمل بديع صنع الله الذي أتقن كل شيء؛ فسياحة التأمل لا تأتِ إلا بخير.
 

نتيجة:

التغيير مرتبط بقرار، والإنجاز مرتبط بإدارة الوقت، والريادة مرتبطة بالهمة العالية، وكل ذلك إن لم يحاط بسياج من العلاقات الطيبة والنفوس النقية والنية الصالحة يصعُب أن يبلغ تمامه.

 وأخيرًا:

موسم عبادة جديد مُقبل علينا؛ جميل أن نستقبله ببرنامج طاعة كشهر رمضان وأن نتذكر أنها أيام العمل الصالح الجامع؛ الصيام والصلاة والقرآن والصدقة والذكر.

وأنصح نفسي وإياكم على الأقل كتابة برنامج صغير منه نكسب أجر النية كاملًا إن شاء الله، ومنه يحفزنا لنعمل ونجتهد.

إسراء

24/ذو القعدة/1434هـ

30/أيلول/2013م

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *