عام

مر عام وأقبل بالخير عام جديد

Views: 2812

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ومر عام على تواصلنا ، كنتُ أشعر أن التحدي أكبر من أن أبلغ منتهاه، وما إن بدأت حتى طُويَت المراحل طيَا، يصعب على الواحد منا أن يقضي وقته في عده ثقيلًا يريد انقطاءه غير عابيء بما يترتب عليه هذا الانقضاء
لعل العام في ميزان اعمارنا قليل مقارنة بما مضى قبله ولكنه يعظم حتى يفوق ما سبقه بما تضمنه من إنجازات ومصاعب وتحديات وحتى هموم، إن كنتُ ممن لم يُنجز فنظرة حول العالم كفيلة بكشف ما حققه العالم واء على مستوى التأليف والمطبوعات والمنشورات وحتى الحروب والصراعات والأسرى والمحررين والعمليات في المستشفيات والمخترعات في كل مجال وعلم، لنتضاءل أمامها وكأننا ذرة في فضاء، نستصغر أمام كل ذاك ما قد نعتقد أننا حققناه وتفردنا فيه

لعل المسلم متفرِّد في ذاته، ولكن تفرده يزداد حين يدرك حقيقة أن ما بين يديه يستحق أن يبذل جهده في استخدامه لا ادخاره! ولعله يفقه ذلك حقًا ما فقه أن توازنه ونجاحه في حياته يتطلب منه أن يراجع شؤونه كلها، شأنه مع الله عزوجل، وحاله مع إسلامه ودعوته، وشأنه في علمه فلا يُستطاع العلم براحة الجسم، وكذلك حاله مع ثقافته (فكره) وصحته وتميزه المهني وذكاءه الاجتماعي

لماذا لا يكون العام المقبل “عام الرسالة”، بمعنى أن أكون رسالية وتكون رساليّ أو تكوني رسالية؟
عام نحيا فيه قضية نعيش بها ولأجلها، ونبذل كل دقيقة خدمة لهان ونوجه كل ما بأيدنا في سبيل تحقيقها، فالمسلم صاحب الرسالة أرسخ وأقوى من المسلم الذي يعيش هائمًا مضللًا بلا هدف، وإني قد أستنكر وجود مثله ولكن الغزو بأشكاله كفيل بإيجاد جيل مثله! وهذا يضاعف الجهد المطلوب منا لترشيد المجتمعات وتقويم فكرها وتصويب وجهتها

اثنا عشر رسالة لا أدري أيها كُتب في ميزان حسناتي ولكني أطمع أن يقبلها ربي جميعها حتى ما لم أكتبه وأبثه لكم 🙂 ، والعام الجديد سأكمل ما بدأت ولكني هذه المرة سأضمِّن كل رسالة زبدة أو خلاصة كتاب مما أقرأ أو مما قرأت، وسأبذل جهدي بإذن الله لرسم الخلاصة على شكل خارطة ما سمح لي وقتي بذلك

أسأل الله أن يغفر لي ولكم وأن يديهني وإياكم للخير والرشاد وأن يجعلنا سهام خير يصيب بها حيث وأنّى شاء
ولكم مني أطيب التحية وأزكى الدعاء

يسرني أن أتعلم منكم وأن أسمع ما لديكم

وأهديكم أول رسالة وصلتني قبل بدء العام الجديد

الزيتون عندما يضغط عليه يأتي لنا بالزيت النافع
الفواكه عندما تعصر تعطينا ألذ المشروبات
أما الورود فعندما تجفف وتطحن تسحرنا برائحة خفية
إذا شعرت بهموم وضغوطات الحياة في عام 2010 فالله سبحانه يريد أن يخرج أحلى ما فيك في العام الجديد
فاستعن به وتحلى بالصبر
وكل عام وأنتم بخير

أختك
إسراء
25/محرم/1432هـ
31/12/2010

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *