عام

نحن و”تبينوا”

Views: 823

حين تعلمنا كيف نكون جهلاء، وتعلمنا أن لا نعمل بقاعدة “وتثبتوا” أو “وتبينوا” حينها فقط وصلنا إلى ما وصلنا اليوم.
كبرنا ونحن نحفظ أحاديث وأقوال وأخذناها كمُسَلَّمات لنكتشف أن منها ما هو مكذوب، أو ضعيف، وغير صحيح السند.
مثل: من لم يهتم لأمر المسلمين، والدين المعاملة، وهناك قصص وحوادث استُدل بها كقياس لحكم أو سلوك واتضح عدم صحة روايتها.

وكذلك في التاريخ حوادث غير منطقية ولن أقول أسطورية بل سلوكيات عامة لحكام وفاتحين مسلمين وأصبحنا نتناقلها وكأن هذا الوجه هو الحقيقة.
وأدعية تعلمناها وحفظناها ولم نكلف أنفسنا عناء التثبت من صحتها، مع أن المجال مفتوح لنا لندعُ بما نشاء ولكننا نحصر أنفسنا بنصوص مسجعة أو نصوص مجمعة قد صحت أو لا.

والمشكلة فقط في أننا لم نتعلم أن نسأل ونبحث، ولا أقول أن نصبح علماء في أسانيد الروايات التاريخية أو الحديثية ولكن أن نترك مساحة لعقلنا عنوانها سؤال:
“هل هذا صحيح؟” “هل النسبة صحيحة؟” “هل الرواية صحيحة؟”
وينطبق ذلك على الفيسبوك وغيره من أقوال ومنقولات وأخبار نقرؤها ونقرأ اسمًا منسوبًا إليه ولا نكلف أنفسنا عناء التثبت.

وكذلك فيما نسمع على فلان أو فلانة فالأصل أن نتحرى أو نتوجه لمن سمعنا عنه ونسأله هل صح هذا عنك؟ وكذلك فيما نتعلمه في الجامعة أو المدرسة أو نتابعه عبر الفضائيات من برامج.

العقل يعمل ويسأل وليس هو طاقة كامنة استهلاكية، نحلل ونقيِّم ونقرر ونمرر أو نثبِّت ما نشاء من معلومات ونلغي الخطأ وغير الدقيق.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *