عام

حزيران أسيفٌ مثمر! 06/2012م

Views: 1583

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تحيَّة طيِّبة وبعد

يحدِّثونني عن نكسة تلفح وجه فلسطين، طعنًا وسلبًا، عن ضياع عمره 45 سنة، ذكرى حاضرة ماثلة، لم تكن بداية السقوط ولكنها استمرت حتى هذه اللحظة، تهويدًا واقتلاعًا، فلا مسرى ولا قدس، وعاث المفسدون فيها وغاب عن صفحتها إشراقة أرواح سمت انعتاقًا وتعففًا عن دنيا زائلة زائفة، تروم جنانًا وعلوًا في الحياة والممات، نكسة أرادوها، فكانت فينا إرادة، نحيل وجهها مع مرور الزّمن إلى نهضة.

حزيران تناقضًا حمل بين مطلعه ومنتهاه، فمن النكسة إلى العملية التي بددت وهم المحتل، وأشرقت على 1027 بيتًا بشموسهم المغيَّبة أزمنة طويلة خلف القضبان الواهنة.
حزيران قطرات الندى على أسوار القدس الحزينة!

في حزيران:
ألم ذكرى وإنجاز رسالة، ضياع أرض ورحلة مثيرة، إدارة وتطوير المشاريع، القدس في مسابقة البحث.

[1]
ونحن نحيي ذكرى النكسة قراءة في تاريخها وأحداثها كان لزامًا أن أطوي صفحة رسالة الماجستير في نسختها النهائية إلى جانب الحصول على إقرار التخرج الصادر في 12 حزيران 2012م، فكان الإنجاز متدفقًا يضمد الجرح قليلًا فالذكرى في ذاكرتي ما عادت ضياعًا للقدس والجولان وسيناء؛ بل هي همة جديدة لتكون محطة سنويَّة لإنجاز جديد يقربني من طموحي بمشاركتي بتحرير أمتي ووطني، وأملي بأن أسعى جاهدة للحصول على رضى ربي حاضرة للموت في كل حين.

وكم شعرت بتقصيري حين نسيت آخر موعد للتقدم لدراسة دبلوم الدراسات المقدسية إذ كان باب المنح مفتوحًا، والذي تأسس في بريطانيا بإشراف د.عبد الفتاح العويسي ويشاركه آخرون.

[2]
لعلي لا أمتلك حجرًا على هذه الأرض، ولكني أوقن أنها ملك لله يورثها مَن يشاء، وأشعر بانتماء راسخ لكل ذرة؛ لكل شبر فيها، وإني حين يُقدر الله لي سياحة في ربوعها لا يسعني العالم من غبطتي وسروري رغم الألم على فقدها وعلى عدم المقدرة لتقديم أي شيء، لكنها فرصة لتجديد العهد والبيعة على البقاء على العهد حتى بلوغ الغايات بإذن الله.

وبدعوة كريمة من أهل كرم عهدناهم كذلك مدى العمر “د.أبو مالك” شاركنا في رحلة إلى منطقة في الجليل ولكنها جنة تجمع الخضرة والماء، ومن كثرة برنا بأرضنا لم نكن نعلم عن وجود هكذا منطقة!

عن المنطقة:
[ وادي الـقَرْن: يبتديء من ملتقي واديين منحدرين من قريتي “البُقَيْعةَ” و (بيت جَنّ) . يمر بقلعة “القُرين” ـ قلعة “مونتفورت Montfort” الصليبية. ينتهي في البحر شمال قرية (الزِّيب)، على بعد نحو خمسة كيلومترات من الحدود الفلسطينية.
ويعتبر “وادي القرن” الحد الجنوبي لجبل عامل. وأما حده الشرقي فيقع عند “بحيرة الحولة” واطرافها. ولهذا فإن القسم الشمالي من فلسطين، الملاصق للبنان، هو في الواقع جزء من جبل عامل.
وقلعة “القُرَين” أو “مونتفورت” الظاهرة في إحدى الصور المرفقة هذه ـ كما يسميها الصليبيون ـ بناها التيوتون، من الصليبيين، في عام 1228م وفي عام 1271م استولى عليها الظاهر بيبرس، بعد أن هدّمها ومازالت خراباً إلى يومنا هذا. وبقاياها الحالية تتألف من أنقاض القلعة ومن مدافن وبقايا سد في وادي القرن. ]

وقد لفت انتباهي أن قادة المسلمين ولأسباب كثيرة يهدمون هذه القلاع، وتحضر في ذهني عسقلان.

سرنا على الأقدام خمس ساعات ونصف، في السهل تنظر للجبل فتقول “مَن يصعد هذا الجبل”؟! ولكن أن تقف أمامه مطلوبًا منك صعوده كان شيئًا يجمع بين الصعوبة والمفاجأة، في الطريق لا تفكر إلا بأمريْن: متى تصل، وما هذا الامتحان؟

شاركت معنا أصغر أخواتي عمرها 7 أعوام “من ذوي الاحتياجات الخاصة” لكنها تميزت بأنها طوال فترة المشي كان همها متى تصل للبحر، فلم تطلب طعامًا ولا ماءً وكانت فرحة بجداول الماء في المنطقة، وتعبت وأتعبتنا في صعود الجبل ولكنها في اليوم التالي استيقظت باكرًا لا تشكو ألمًا وكلنا بقينا 3 أيام متعبين !
في النهاية بعد الصعود توجهنا لعكا المدينة الجميلة المميزة وأرفق صورًا موجزة لرحلتنا.

[3]
ولمزيد من إنجاز أكرمني الله بالمشاركة في دورة “إدارة وتطوير المشاريع الصغيرة” ولم تنتهِ بعد ولكننا أنهينا ثلثيها، وهي لوحدها بحاجة لإفراد في الحديث سواء على مستوى الجهة الداعمة أو المدربين أو المادة أو الفئة المستهدفة، ولا يغيب أنه دائمًا هناك هدف بعيد لكل شيء، ولكن حين يكون الهدف مزدوجًا بين المؤسسات الداعمة ونوعية المدربين “تنظيميًا” فهذا يلفت الانتباه كثيرًا -على الأقل بالنسبة لي-

[4]
في منتصف حزيران وصلتني دعوة للمشاركة في مسابقة بحث عنوانها “القدس في العهد العثماني 1517-1917” (جائزة الملك ملكي صادق)، وكان آخر موعد للتسليم 30 حزيران، وهو إجمالًا بحث صغير، شاركت رغم أن مشاركتي ضعيفة لطبيعة المراجع المستخدمة إلى جانب عدم وضوح المطلوب للمسابقة فقد اكتفوا بالقول “أن يُظهر إسلامية القدس وعروبتها”.

وقد راسلت الجهة المشرفة حين سلمت البحث واقترحت عليهم أن تكون المسابقات القادمة بتخصيص كتب محددة لتلخيصها، وإقامة نادي يهتم بالقدس وتاريخها بحثًا وتأصيلًا، وأخيرًا العمل على إقامة مكتبة خاصة فقط بالقدس كتبًا ومخطوطات وسجلات ومواد محوسبة وأقراص ..إلخ؛ لتكون مصدرًا لمن أراد، أما أن تبقى القدس هامشية الحضور في المكتبات العامة دون توفر كل شيء فهذا تقصير.
.
.
.

وقبل أن أُقفل صفحة حزيران وقد ودعنا 17 يومًا من شعبان، أنصح نفسي وإياكم بكتابة خطة لرمضان خاصة بكل منا، ومَن لديه فكرة جميلة فلنتشارك بأجرها
وأسألكم الدعاء
وتفضلوا بقبول فائق الاحترام

إسراء
18/شعبان/1433هـ
08/تموز/2012م
رسالة حزيران المتأخرة
غفر الله لي ولكم

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *