عام

أجيال تقاوم فتنتصر

Views: 1425

أجيال تقاوم فتنتصر

ملفت للانتباه أن المشاركين في المواجهات مع قوات الاحتلال تتركز أعمارهم بين 11 و25، والإصابات في الفئة العمرية 14-17، وطبعًا هذا لا يُلغي إصابة الأكبر سنًا أو الأصغر، كما لا يلغي المشاركة الواسعة من أعمار مختلفة في كل الأحداث.

هذه الملاحظة تنسحب على الأحداث الكبرى أيضًا؛ الانتفاضة الأولى، والانتفاضة الثانية، ثم المواجهات خلال الأعوام الأربعة الأخيرة وخاصة ما رافق الحروب على غزة، وهبّة القدس، وأحداث الأقصى الأخيرتين.

على طول الخمسين والستين عامًا الماضية شاركت أجيال مختلفة في مواجهة الاحتلال، ولا يعني هنا أن المجتمع بأكمله قد شارك، ولكنها شرائح عمرية شاركت لأهداف مختلفة ويتكرر حدوثها في كل جيل وتضعف وتشتد بحسب ما عايشوه من أحداث وما ترسخ في ذاكرتهم، وتبقى ميزة هذه الفئات العمرية البحث عن المتعة والمغامرة والإثارة والاندفاع مع عدم التفكير بأي شيء سوى الهدف الذي يعملون فيه.

ولو سأل أي منا والده أو عمه أو الكبار الذين سبقوا سيجد أن المشاركة في رجم الاحتلال بالحجارة كانت حدثًا دائمًا وربما شاركوا هم فيه أيضًا.

ولو تفحصنا طبيعة المرحلة التي نشأوا فيها المشاركون لأدركنا كم تساهم الأحداث في صياغة شكل الجيل ومستقبله، فالذين شاركوا في الانتفاضة الأولى وشهداء مرحلة أوسلو ولدوا في السبعينات بما تعج به المرحلة من تمايز بين الأفكار وما عاناه الفلسطينيون في المحيط إلى جانب وجود تيار إسلامي قوي ناشئ.

فيما الذين شاركوا في الانتفاضة الثانية ولدوا في الانتفاضة الأولى، ومن ولد في الانتفاضة الثانية يشارك اليوم في أحداث المرحلة، وعلى هذا فإن الجيل الذي ولد في مرحلة المفاصلة منذ 2011 إلى اليوم سيكون له شأن ومشاركة في قدر يُصنعون لأجله.

وهذا يشير إلى أهمية استمرار المقاومة بالحجر وبغيره حتى وإن حققت نتائج لحظية؛ لأنها في أضعف حالاتها تسهم في نقل التجربة لجيل قادم، وتقدح شرارة الاستئناف في أي مكان وزمان، كما تبقي الجيل مستعدًا ليقاوم حتى تحرير فلسطين كاملة بإذن الله.

إسراء خضر لافي
25/جمادى الأول/1436هـ
15/آذار/2015مـ

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *