عام

الكتلة الإسلامية؛ خطوات عملية

Views: 3041
الكتلة الإسلامية؛ خطوات عملية
الكتلة الإسلامية ونشأتها في فلسطين امتداد لحركة إسلامية ومصنع إعداد قيادتها وتأهيلهم لقيادة مجتمع في كافة الميادين؛ وذلك منذ أواخر السبعينيات وأواسط الثمانينات بكل ما حملته تلك الفترة على أرض فلسطين وما حولها.
ومنذ ذلك الحين فإن حديثنا عن ملاحقة واعتقال واستهداف ليس بجديد، وبعد دخول سلطة أوسلو فللمتابع أن يدرك تفاصيل الانعكاس بين 1994-2002 و2007-2013م.

بعد متابعتي لانتخابات جامعات الضفة الغربية خلال عاميْن في تفاصيلها الكثيرة فإني سجلتُ عدة ملاحظات الواجب يُلزمني بكتابة بعضها، كما التجربة التي علمتني؛ تدفعني لأنصح لإخواني وأخواتي:

– فيما يتعلق بالتاريخ: سواء كان الارتباط بتاريخ الكتلة الإسلامية وتاريخ العمل في الجامعة التي تدرس فيها، أو تاريخ الحركة ورموزها.
كل جيل يأتي ليحمل الأمانة ليس وليد اللحظة بل هو امتداد لخيط من نور، وإن انقطع فإن وصله أوْلى ولا يكون الوصل بالتنكر للقديم، فمَن سبقوا عملوا في ظروف أصعب واستطاعوا أن يقدموا أنفسهم كقيادة عسكرية واستشهاديون رغم الملاحقة، وكانوا بنفس الوقت نشطاء في العمل الطلابي.

عمليًا:
1. على أبناء وبنات الكتلة الإسلامية في كل جامعة أن يتعرفوا على تاريخهم جيدًا ويحفظوا أسماء شهدائهم وأسراهم ورموزهم؛أمراء ولجان، وتطور العمل والنشاطات وشكلها، ولا بأس أن يسأل الإخوة إخوانهم الذين سبقوهم وأن تبحث الأخوات وتسأل، والعملية لا تكون من القديم للجديد إلا إن فتح الجديد آذان قلبه ليصغي للنصيحة ويعي ما كان ويجتهد وفقًا لواقعه.
2. على أبناء وبنات الكتلة الإسلامية أن يعرفوا تاريخ حركتهم وأن يقوموا بتعريف كوادرهم وأنصارهم به، ليس إلكترونيًا فقط وليس بالنشرات، بل بالحديث والمواجهة والنقاشات حيث ستخرج لهم شبهات وأقوال ويردون عليها ويُنضجونها.

لدينا أجيال لا تعرف العياش وصحبه، لا يعرفون خلايا القسام، لا يعرفون الحركة وأهدافها وسر تميزها واختلافها عن غيرها، ولمَ تُحارب.

لكل جامعة:
يستحق شهداء وأسرى الجامعة إما رمزًا يخلد أسماءهم إلى جانب جزء في مكتبات الجامعات يضم سيرة حياتهم وصورهم؛ فهم أبناء هذه الجامعات.

– الخِطاب مع المجتمع الطلابي: لكل زمان لغته، فحين كانت الخطب الرنانة تهز الأركان وتجيش العاطفة كانت الدماء تروي الأرض، وكانت اللوعة تفتت القلوب، وكانت الحاجة لجمع القلوب ومخاطبتها عالية، واليوم في زمن تحكمه بعض الأهواء، والمصالح الذاتية، والمقارنات، فإن نوع الخطاب السابق يُنفِّر أكثر مما يقرِّب، وإن كان فيه نيل من الخصم بذكر مساوئه فإن هذا سينفر قاعدة العمل، كما يُنفر الطلبة المحايدين.

عمليًا:
1. مطلوب أن يكون الخطاب محددًا بنقاط، 75% منه طلابي وأكاديمي؛ إنجازاتكم وتصوراتكم وأي واقع تريدون نقل الطلاب إليه، و25% سياسي ورد على الخصم بأدب، والأدب ليس ضعفًا.
2. الاهتمام بأسلوب الإلقاء فالصياح ليس مطلوبًا ولكن الإتقان هو المطلوب.
3. أن تشارك الطالبات في الخطاب، وأن يكون لهن مكانهن كما لهن مكان في العمل لا يقل أهمية عن الرجل، إذ عدد طالبات الجامعة ليس بقليل ووجود مَن يخاطبهن بلسانهن له أثر إيجابي في كثير من الأحيان يجبر الخلل الذي يقع من خلال خطاب الإخوة.
4. أن يتضمن الخطاب إنجازات قطاع الطالبات فليس صائبًا عدم تخصيص مجال ليقلن كلمتهن وإسقاط عملهن من خطاب إنجازات الكتلة!

– الأوراق الرابحة: هي الأوراق التي تمتلكها كل جامعة بين كوادرها، ممن يمثلون قضايا المجتمع المختلفة وخصوصًا ممن قتل ذويهم في سجون السلطة أو كانت سببًا في أذيتهم المباشرة، هذه بحاجة لاهتمام أكبر وعدم تغييب.

– العمل الإلكتروني والدعاية: رغم جودة ما كان في هذه الفترة وخصوصًا مع توحيد عملية النشر في أبرز الصفحات من خلال مواقع التواصل الاجتماعية، ولكن غاب شيء من وجهة نظري حيث الدعاية الانتخابية لم تصل لمن لم يهتمون بالوصول للجامعات لمتابعتها، وبعيدًا عن توفر مادة الدعاية من خلال الفيديو فإن ضعف الخطاب غير مشجع لذلك لا بد من يوم أو شهر دعاية إلكترونية مكثفة، تمامًا كيوم دعاية في ساحة الجامعة، يخاطب العقل والمنطق بعيدًا عن أسلوب الاستهزاء الذي أعطى كرت الجوال و”انتخب غيرهم” حجمًا منفرًا.

– الوعي والأوراق اللاغية والبيضاء: صعب أن تشعر أنك تتعامل مع طلبة بمستوى صف الروضة، وأن تجد أوراقًا بيضاء في صناديق الاقتراع إما خوفًا أو عدم وجود رأي أو تجد أوراقًا لاغية بمعنى: أن يضع إشارة خاطئة أو يضع إشارة على إطارين أو يشطب إحداها.

وحين نعلم أن الأوراق اللاغية أحيانًا تصل إلى 300 صوت والبيضاء إلى 50 أو 100 فهذا يعني أن على العاملين في دائرة الترتيب للانتخابات والدعاية عليهم أن يهتموا بتوعية الطلبة، ويسهموا بالحوار على أن يصبح لدى الطالب المتردد أو الخائف موقفًا.

– الفن والذوق: ومتصل بما سبق، فإن الذائقة الفنية الراقية هي التي تجذب الطلبة والمجتمع، والتفرد هو الذي يصنع التميز.

اختيار الأناشيد وتأدية عمل فني يناسب المقام سواء دعاية أو مؤتمر أو حفل أو تأبين، وأن يكون مناسبًا للعصر، هذا هام جدًا لا يقل أهمية عن كلمة توجز ما قدمتم، وهو للطالبات كما للطلاب على حد سواء، اهتموا بالمسرح والإنشاد، المسرح الذي يعالج بعض الإشكاليات في مشاهد قصيرة ويستثمر دراستكم في تدريب عملي.

وأقترح إعداد نشيد للعمل الطلابي، ويكون موحدًا لكل الجامعات، يوجز الهدف والغاية وأبجديات العمل الطلابي كركائز.

– العمل الطلابي: جزء كبير منه قائم على حل مشكلات الطلبة، وليس هو القسط والقرض والكتب فقط! وبالتالي على مَن ارتضوا أن يخوضوا غمار هذه المسؤولية أن يركزوا على بقي المشاكل التي يعاني منها المجتمع الطلابي والتي هي لصيقة أكثر بالطالب ويومه الجامعي.

– تربية النفس: في ظل غياب المربي والقيادة الموجِّهة، وفي ظل الاعتقال، وصغر سن العاملين فإنهم إلى جانب المطلوب منهم في ساحة الجامعة عليهم أن لا يُهملوا أنفسهم، عليهم تعهدها بالتربية، بملازمة القرآن تلاوة وحفظًا وتدبرًا، المحافظة على الصلوات الخمس في أوقاتها، احترام الوقت والنظام، الحرص على النظافة، وترك التدخين، وكف اللسان عن الشتم أو الغيبة.

ولا بأس أن يبحثوا ويهتموا بشكل جماعي على كتب ترفع الذوق الدعوي لديهم، مثل ما كتبه عمر التلمساني رحمه الله، ومصطفى مشهور رحمه الله، وشادي أبو خالد وغيرهم.
فهذا الجانب مهم وأهميته كأولوية تسبق وتوازي العمل مع الطلبة؛ لأن العمل الطلابي هو بمثابة فترة إعداد ليخرج منكم القادة والمتميزون والمتميزات، مَن يغدون أرقامًا صعبة.

أقول هذا وأدرك أن الكثير يمكن فعله للنهوض بالواقع الجامعي وتحقيق الأهداف كاملة التي وجد لأجلها هذا العمل، لتستمر مسيرة العمل والعطاء، كما لم تتوقف مسيرة التضحية والفداء.

أختكم
إسراء
16/جمادى الآخرة/1434هـ
26/نيسان/2013م
Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *