عام

في الشمس

Views: 804

أتعرف كيف تحيا في الشمس؟ 

أن تعانق همتك نورها في الشروق والغروب، وأن تضيء جنبات روحك باليقين الواثق مهما ادلهمت الخطوب، ومهما ضاقت بك الحياة.

أتعرف كيف بذاك النور تصير باسمًا دهرك، راضيًا بما حكم القضاء، فإن انتكست أو بكيت أو انحنيت؛ تواصل؛ تنفض عنك عثرتك وتعاود العزم على الوصول إلى غايتك، إلى طموحك ورضاه.

أتعرف كيف ذلك كله؟

أن تعلن مبادئك وتعيش منسجمًا معها مهما كلف الثمن، أن تملأ قلبك بقوله تعالى: “قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا”، و “ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك”، و “وفي السماء رزقكم وما توعدون”.

أن لا تعطِ الدنية بكرامتك، وأن ترفض أن تكون مدجنًا تسير على خط يرسمه لك غيرك ولا تقبل أن تكون إمّعة فما يفعله كل الناس لا يليق بالألماس، وأن تهوى الحياة كما أوجزها الرفاعي:

أهوى الحياة كريمة لا قيد .. لا إرهاب لا استخفاف بالإنسان

أما الموت وحسابات التردد فإنها لن تعجِّل بأجل ولن تؤخره، والموت الذي نفر منه سيلاقينا ذاك وعدٌ مقضي مكتوب.

أن تقدم أفضل ما عندك وتفجر كل ما استودعه الله فيك من قدرة وطاقة وعطاء، أن تحيا لتكون دولة بذاتك، أُمة كما دعا إبراهيم عليه السلام، وأن تعِ معنى: إن لم أقم بهذا لن يقوم به غيري.

حياةٌ واحدة، فلتكن عزيزة؛ ترتفع قيمتها ما قربتنا لله، وما طلبت منا أن نقدم المواقف الراسخة نشق بها الطريق ليعبر الفاتحون.

الحرف؛ العمل؛ المشروع الذي تقدمه خالصًا لمولاك سيُحارَب، سيحيِّر خصمك وعدوك؛ فكيف إن كنتَ أنت مشروعَ الإسلام؟

أما قالوا: (امشِ عِدل يحتار عدوك فيك)؟ فإذن أنت وهي وأنا: مفتاحُ الانتصار، وهذا المفتاح بحاجة لأن يبرق ويراجع نفسه ويصلحها دون مصلح خارجي؛ فإن الحديقة ترعاها وتهذبها، فإن أهملتها يومًا بعد يوم سيرتع فيها العشب الضار وكذلك نفسي ونفسك.

نحن أوْلى بأنفسنا فلنملك الزمام ونبدأ القيادة؛ فإن محاربة الفرد بممارسة القمع والاستبداد والاستعباد عليه، وباستنزافه المستمر؛ هدفه فقط أن نخسر في معادلة الحق؛ روحًا محلقة وهمة متقدة وفكرًا مؤثِّرًا.

وبعد ذلك؛ أتستسلم؟

اللهم اجعل كل حياتي لك؛ بك ومعك وبحسن التوكل عليك.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *