عام

وقلِ اعملوا

Views: 3504

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تحية طيبة وبعد

الرسالة السادسة لعام 2010
تأخرت سطوري هذه المرة، لكنه عهد متجدد بدأته ولن أتوقف بإذن الله ، اليوم التفاعل من طرف واحد وغداً يعم التفاعل ويصبح باتجاهيْن، لن أيأس فهذه فكرتي والله معي

حدثتني نفسي لأكتب أول الشهر وكان همي أني لا أريد أن أكتب في يوم يحمل ذكرى شهيد أو حسم أو أسر ، ومرت الأيام حبلى بالنزف، والأسى، والحيرة، في كل يوم همٍ جديد، وأفق واسع آخر يتضاءل معه الإنسان صغراً وضعفاً، لكن الشيء الوحيد الذي يكبر مع الهم ويكبر مع الطموح ويكبر مع الضعف والقوة ، بل يكبر مع الفرح وينتشي مع الدمع وبعدها : إنه [ الهمة ] همة المسلم المتقدة النابعة من عقيدته

فكرت بما يدفع الإنسان للتحرك فوجدت البواعث كثيرة ولكن كلها تزول وتصبح منثورة إلا هم المسلم الحقيقي الذي جعل الهموم هما واحدا وأقبل بغير فتور ولا كسل ، نحتت فيه الابتلاءات وصقلته التجارب فغدا بعزمه قويا ثريا

كل المخلوقات على الله هينة لا يعبؤ بها ربي إلا المسلم ، مَن يدعو الله ويحبه بصدق ويبذل جهده بوقته وماله وصحته وكل ما استودعه الله ليرضي ربه، فلا يتوجه الا لربه ولا يعمل الا والله وجهته ولا يبتسم رغم الجهد والهموم إلا لأنه يرى الله في كل عمله وحياته

الكل يبحث عن السعادة، والمسلم وحده يبحث عن الآخرة، يسعى في دنياه ويقبل على آخرته لكن الله غايته ، سبحان الله

همة القسام في الوهم المتبدد بددت آمال الاحتلال بالأمان والتخلص من الجهاد في ارض الجهاد ، ان اليوم ليس ككل يوم ولا اليوم هو ما كان قبل اعوام اربعة لكن اليوم نملك الكثير فرصيد التجربة غني ورصيد المحنة غني وما في النفوس كبير لكن الترجمة والتغيير قليل ليس هذا من عجز بل من تقصير وحيرة لا زالت غمامة تغشي العيون لا القلوب

اليوم نبدع بوجودنا وصمودنا لكن لنعلم ان هذا وحده لا يكفي
اليوم نتنسم عزتنا بديننا المحفوظ وهذا وحده لا يكفي
ان تحيا عزيزاً مبدعاً باحثاً معطاءً تستفرغ جهدك بسرور مهما علا الظلم
ان تحيا بهمة لا ترضى دون الجنة منزلا
ان تحيا رافضا كل الذل والهوان ، رافضا اشكال التطبيع والوانه حتى الثقافية وهي الاخطر، رافضا الاستسلام لواقع ليس الا مرحلة لا بد ان تنتهي
هذه الحياة بحاجة لما يُظهرها ويجعلها واقعا لا مجرد شعارات رنانة فقط

الجامعة والوظيفة والبيت والاصدقاء والمجتمع والماسنجر والفيسبوك والمواقع التي نرتادها كلها يمكن ان نحيلها جنة المسلم وساحة معركته فحياتنا فرقان بين حق وباطل ومهما عتوا ومهما امعنوا في الاذلال مصيرهم الى زوال ، زوال بحاجة لدفع منا

والله وعدنا جنة عرضها السماوات والارض ، والله يهون عليه كل المخلوقات الا مَن اختارهم الله ودعوه فاستجاب لهم “قل ما يعبؤ بكم ربي لولا دعاؤكم، فهاذا التمايز الحقيقي وما سواه وهم

ان العالم بأسره هو موطن المسلم فلماذا نصغر ثم نصغر ثم نصغر حتى نجعل من انفسنا لأنفسنا ك نمل ! والحقيقة ان المسلم يتضاءل امامه كل التحديات والمصائب ويحيلها لصالحه خدمة لربه

حين نفكر بما قدمناه لا نجده شيئا ولكن حين نفكر بما يمكننا فعله سنجد قوائم تنتظر مَن يقوم بها ويتصدى لها

اذا العمل ورد في القرآن 360 مرة في آيات مختلفة فلماذا نرضى بالقعود، ليس لنا ذلك فإننا أجراء عند الله . أينما وحيثما وكيفما أرادهم ان يعملوا,عملوا وقبضوا الأجر المعلوم ! وليس لهم ولا عليهم أن تتجه الدعوة إلى أي مصير ,فذلك شأن صاحب الأمر لا شأن الأجير/سيد قطب رحمه الله

وقال أيضا (أنا لا أستطيع أن أعيش بنصف قلب نصفه لله ونصفه للدنيا) فلماذا نرضى نحن أن نعيش بقلب ذي أرباع وأخماس وأسداس؟

أختم رسالتي هذه بالدعوة للعمل أيا كان وكيف كان ولكن أن يكون لله

وأقول : إذا كان الوجود الحركي بات محظورًا وصعباً فلنكن نحن نمثل العمل الحركي بأن نجعل من أنفسنا قدوات حقيقية، وأن لا نضيع وقتا الا في منفعة وأن نستحدث برامج وطرق تواصل مع المجتمع نعوض فيه المجالات التي كانت تقدمها الحركة الام والمجال مفتوح لكل ذي لب بصير والله ولي التوفيق

والله أسأل القبول والسداد

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *