عام

وقفة 08/2012 – رمضان/1433هـ

Views: 1601

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تحيَّة طيِّبة وبعد

مرَّت أيام رمضان مسرعة، كلحظات الفرح التي تقيم بيننا كزائر خفيف الظل، زيارة لا يُشَبع منها ولا يُرتوى، القلب فيها يُسقى بآيي الكتاب فإمَّا يرتوي ويبدأ بالإيناع، أو يستعيد خفقانه ليتصل بالله عز وجل، أو ينير فيضيء حياة صاحبه ومحيطه، ويستمر رفيقًا له بعد رحيل الشهر.

أمَّا العقل فيصفو من الكَدر، يُركِّز على ملاحظة التغيير التي تصيبه أو تصيب أهله أو طبيعة حركة الحياة، فهو إمَّا خامل وهؤلاء لا حديث عنهم، وإمَّا جاد حازم له نصيب من القراءة والتفكير والكتابة، أو منتبه يقِظ يراقب سلوك جوارحه، أو وصل لنتيجة أن القرار من البداية كان يعتمد على انتباهة.

وفي حركة الحياة تسليمٌ كامل لله تعالى، فتطهر الأجواء، ويعود النقاء للهواء، وتتناغم المخلوقات، ويتألق في النفس شعور بالتميُّز والعودة للفطرة، ليس هذا فقط بتلك الشعائر الموحدة في الشكل والوقت والاسم؛ بل لأن خبث كثير يزول لمجرد دخول الشهر.

وحين الوداع فإنَّ امتزاج عجيب بين شعوري الفرح والحزن يخالط القلب؛ بين فرح بالطاعة وحزن على فراق رمضان الذي ما أن يبدأ حتى ينتهي.
وأسأل الله أن ندوم على ما كنا في رمضان، اللهم ثبتنا وتقبل منا واغفر لنا وارحمنا.

أمَّا الفرح بالعيد فهو احتفال ليس كأي احتفال، نعم فينا يسكن ألم على مصاب إخواننا في سوريا، ويشق علينا فراق أهل أحببناهم لا زالوا في السجون، ويبقى في ذاكرتنا أحبة كُتب عليهم الموت، ولكنهم في القلب، ولا يتعارض هذا مع إعلان الفرح كطاعة أُمرنا بها، ونسأل الله أن نكون حقًا أسعدنا أنفسنا ومَن حولنا وضمدنا جراحهم، فكم فينا مبتسم وتتناوشه الأحزان في سكون!

وتنتهي إجازة الصيف، ونستقبل عامًا جديدًا أسأل الله تعالى أن يجعله عام خير وبركة وتميُّز، وأن يوفق كلًا منا في مهنته، ورسالته.

لنستقبله بالتفاؤل وبركعتيْن لعل الله بهما ييسر لنا ما نطمح إليه.
ولنكن مستقبلنا الذي نرسمه في أذهاننا.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إسراء
13/شوال/1433هـ
31/آب/2012مـ

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *