عام

رمضان والقرآن

Views: 2651

ما المميز في رمضان إن لم نخرج منه بأرواح أكثر إشراقًا وسكينة وسموًا؟ إن لم نخرج بقلوب أكثر روحانية وقربًا من الله؟ ..

في كل عام يُتحدث عن خطط رمضان، والمشاريع العظيمة، وتتعارض الأقوال حول قضاء الوقت خلال الشهر، وكذلك تنوعت خططي خلال الأعوام الماضية ولكن الأثر الحقيقي في نفسي لم أجده إلا في تلك الأعوام التي جعلت فيها من القرآن محور الشهر، تلاوة وتدبرًا وحفظًا وملازَمة ..

كلنا نريد أن نفعل كل شيء في رمضان؛ فنكتفي بيسير عبادة تحت عنوان “ولا يكلف الله نفسًا إلا وسعها” ونرفع من رصيد متابعاتنا سواء مع الكتب أو البرامج التلفزيونية أو مواقع التواصل، فنهدر محطة العبادة المهمة تحت ذرائع مختلفة، فنعزي أنفسنا أن كله عبادة، وننفخ إنجازاتنا خارج القرآن والمحراب، ثم ننظر لأنفسنا فلا نجد تغييرًا! ..

يأتي رمضان لنضاعف الخيرية فينا لا لنحددها بالحد الأدنى الذي سبق قدوم الشهر، يأتي رمضان كي نقوِّم اعوجاجنا، فمن يكتفي بالفرائض يلتزم بالسنة، ومن يختم مرة خارج رمضان ليختم مرتين فيه، ومن يصلي ركعتي ضحى أو ركعتي قيام لتصير أربعة، ومن يتصدق بشيء يضاعفه، وهكذا، لتكون المضاعفة الأولى شأن كل الناس، ويتفوق من يضاعف لثلاثة فأكثر ..

إذا لم نجد الوقت للقرآن طوال العام فرمضان فرصة لهذا التعبد، لتتشرب الروح زادها، ولتتدبر وتتفكر، فما يتوفر في رمضان من الصفاء، والقدرة على تشرب المعاني، والاستعداد للتغيير لا يتوفر في غيره ..

إسراء خضر لافي

26 شعبان 1437هـ

02 حزيران 2016مـ

 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *