سنبلة الشهيد

سنبلة الشهيد

يقول تعالى: “مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم” [سورة البقرة: 261] ..

(فالذين ينفقون أموالهم على أنفسهم في جهاد أعداء الله بأنفسهم وأموالهم فلهم أجرهم إلى سبعمائة ضعف) تفسير الطبري، هذا في إنفاق الإعداد في جهاد النفس وتهيأتها، وفيما يوفره من أدوات حتى وإن كان أجرة يدفعها للوصول، وكل ما يستخدم، وكل ما يعينه لبلوغ غايته؛ يضاعفه الله له مرتين؛ في الأجر المكتوب له، وفي أثره بعد اصطفائه، والله يضاعف لمن يشاء ..

أما سنبلة الشهيد فتنبت باستشهاده في كل قلب أحبه أو عرفه أو عمل معه أو نال منه أثرًا بفكرة أو مشاركة أو نصيحة في كل مجال، وكلما اتسع نشاط الشهيد في حياته كانت حبوب سنبلته بعددها، وأخرى في قلوب من بلغه مسكه بعد الصعود، فتثمر في القلوب التي نبتت فيها إن سُقيت بالعِبرة والعَبرات، بعهد الوفاء، أو بعهد الثبات، أو بالاستنان بهم وقبول التتلمذ في مدارسهم، والقبول بالنهايات واختيارها طوعًا لتصبح طريق الشهيد طريقه، وغاية الشهيد غايته، والله يضاعف لمن يشاء؛ في القبول في الأرض، في الحب، في الذِكر، في الثبات،في الهداية، في التأثر والتغيير..

ولولا تلك العظمة التي تكتنف الفعل والإقدام ابتداء ما كان هذا عطاء الله عليه، عطاء واسع لا ينقضي،  والله يضاعف لمن يشاء ..

ولكل تلك السنبلات النابتات أوان وحصاد ..

إسراء خضر لافي

29 ذو الحجة 1436هـ

13 تشرين أول 2015مـ