عام

امتنان 5 :: صديقاتي: همتي وجنتي

Views: 1468

رزقني الله تعالى في كل حياتي رفقة ولا أحلى، أتعلم منها دومًا، وأحفظ ودها، وأفخر بها كلما هبت نسائم الذكرى والاعتبار.
وفي الجامعة كانت الصحبة أعز وأغلى، جمعنا الله وألف بيننا على فكرة سامية، تقوم على التغيير وصناعة التأثير، لا سيما في الحياة الاجتماعية التي تبتديء بزواج، وفي بيئة كالخليل تقدس العادات والتقاليد، كان قرار مواجهة هذه الطقوس يحمل في طياته الكثير من جولات المواجهة.
أخذت كل منهن على عاتقها عندما يحين دورها؛ أن يبقى رضى الله نصب عينيها، فتتألق، وتغير ما استطاعت، وتقدم نموذجًا متوازنًا.
نجحت كل منهن في تغيير شيء أو مجموعة أشياء، فمنهن مَن ألغت عادة الشمع، وأخرى ألغت تغيير البدلات، وثالثة لم تُدخل العريس على النساء، ورابعة خلا حفلها من مظاهر السفور، وكلهن أحسنّ اختيار النشيد وبرامج حفلاتهن.
لم يمكن ممكنًا تصور حجم المعركة التي خاضتها كل منهن في انتزاع موقف، مهما بدا للبعض صغيرًا، لكن سبقه الكثير من جولات الحوار ومحاولات الإقناع.
اليوم أدرك كل المعاني التي لم أكن قادرة على تصورها، بعد تجربة زواج شقيق وشقيقة، فالحرص على رضى الناس، ومراعاة كافة الأذواق، ومواجهة عادات المجتمع، ومعارضتها، مسائل بحاجة لتعاضد الشاب والشابة معًا، وفي المواقف التي نجحت فيها أخواتي؛ كان لأزواجهن دور مساند، من التفهم والاتفاق والاحتواء والإعانة، فنجحن وثبتن وإن كانت تلك الأفراح مغلفة بدموعهن، فأذكر أن إحدى العزيزات كانت تبكي قبل زواجها لأنها لن تتمكن إلا من تغيير خطوة واحدة، هكذا كنا وهكذا فهمنا التواصي على الحق والصبر.
اليوم وكل يوم، أستشعر عظمة أخواتي، وقد ملكن شغاف قلبي، وحجزن نصيبهن في دعائي الموصول منذ عرفتهن؛ بل منذ عرفت الطريق إلى الدعاء، واجبٌ أجبر فيه بعض تقصيري، وأقدم فيه بعض الوفاء لمن جندت حياتها لله، ولفكرة الإسلام العظيمة، المنهج الذي جعلنه واقعًا في حياتهن دون أن يعبأن بكثرة أو قلة السائرات على خطاهن.
وهكذا كلما تذكرت، تغمرني السعادة والامتنان، ويفيض الحب، ويرتوي الإخاء.
نعم فرقنا التخرج، وجمعتنا العهود ؛ فوثق اللهم رابطتنا، وأدم وُدنا، واجمعنا تحت ظل عرشك يوم لا ظل إلا ظلك.


إسراء لافي
16 ذو القعدة 1438هـ
08 آب 2017مـ

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *