عام

أيمن أبو داود من صفقة الوفاء إلى الاعتقال من جديد

Views: 2049

أيمن أبو داود من صفقة الوفاء إلى الاعتقال من جديد

مركز أسرى فلسطين للدراسات –  الخليل

تقرير :إسراء خضر لافي (خاص)

  صفقة الأحرار 2011 التي صنعت الفرح وصاغت الوجود من جديد وأعادت البِشر على وجوه المحرومين من ذويهم في سجون الاحتلال، يأبى الاحتلال إلا أن يجعلها منقوصة ممعنًا في سرقة الفرح من عيون الأطفال، وانتزاع الهناء من قلوب النساء، والإمعان في القهر والإذلال كي لا تبقى إلا ممارساته!

 ومن بين قرابة عشر محررين في صفقة الوفاء تمت إعادة اعتقالهم يسلِّط مركز الأسرى للدراسات الضوء اليوم على الأسير “أيمن يوسف أحمد أبو داود”، والذي أعاد الاحتلال اعتقاله قبل أن يُكمل 4 شهور بين ذويه!

 ولد أيمن في 10/01/1982م في مدينة الخليل، وهو من حفظة كتاب الله، وقد حرمه الاحتلال أيضًا إكمال دراسته فاعتقاله الأول كان في 2004م بعد انتظامه في عامه الأول في جامعة القدس المفتوحة تخصص التربية الإسلامية، وجاء بعد زواجه بـ9 شهور، وحُكم بالسجن لمدة 36 عامًا قضى منها سبع سنوات ونصف حيث خرج في صفقة التبادل.

 رُزق أيمن بطفليْن؛ محمد مع اعتقاله الأول وعمره اليوم 9 أعوام، وقتيبة عمره 4 شهور والذي ولد في غياب أبيه وبعد اعتقاله بـ 9 شهور، وتقوم زوجته بتربيتهما وربطهما بأبيهما كثيرًا، فمحمد متعلق بأبيه الذي لم يعش في كنفه سوى 4 شهور، وينتظر كل لحظة وكل يوم ليعانقه من جديد.

 أما زوجته التي لم تقضِ مع زوجها مطلع حياتهما معًا سوى 9 شهور ثم 4 شهور بين الصفقة والاعتقال الثاني، بدت متماسكة وقوية، تطالب بالإفراج الفوري عنه، وتدعم كل قرار وخطوة عملية يتخذها زوجها ليخرج ويعود إلى عائلته سريعًا.

 عن اعتقاله الثاني حدثتنا زوجته أنه خرج ليوقِّع في الارتباط وفقًا للشرط المتفق عليه والذي فرض على بعض الأسرى شروطًا للإفراج عنهم؛ منها إثبات وجودهم بالتوقيع في الارتباط القريب، وكان أيمن قد وقّع مرتين وتم اعتقاله في الثالثة، ولم يكن متوقعًا اعتقاله، حيث جرت مداهمة للمنزل بعد ذهابه بنصف ساعة مما أكد لعائلته إعادة الاعتقال، وقد تمت مصادرة أموال خاصة بالعائلة وجوالات زوجته.

 ولا يزال أيمن منذ 13/2/2012م موقوفًا في سجن مجدو دون محاكمة، وأبلغوه بأنه قد يرجع لحكمه السابق البالغ 36 عامًا، مما جعله يبلغ عائلته خلال زيارتهم له قبل شهر بأنه قرر الإضراب لينتزع حقه في الحياة بين ذويه بعيدًا عن الملاحقة والأسر، هذا وقد بدأ أيمن يوم السبت 13/4/2013م خطوته الأولى بإرجاعه وجبات الطعام، ليبدأ اليوم 14/04/2013م إضرابه الشامل.

 لم تأنس العائلة بابنها، الزوج والأب المتواضع الخلوق حتى فُجعت برحيله، رحيلًا كل يوم فيه كألف سنة، يريدونه بينهم بالإضراب والإفراج دون أن يعود لحكمه السابق ودون أن يصل إضرابه شهورًا ترعبهم على مصيره كسامر!

 وتطالب عائلته الإعلام بمتابعة قضيته أولًا بأول فهذا يشعرهم بالاهتمام بقضية ينام عنها الكثيرون، كما تطالب بمتابعة ملفه من قبل حركة حماس والجانب المصري لوقف خروقات الصفقة من قِبَل الاحتلال، آملين أن يُفرج عنه عاجلًا.

 هكذا تحيا عائلات الأسرى والمحررين بين أمل بالإفراج وترقب وخوف من إعادة الاعتقال، وبين هذه وتلك معاناة يدركها مَن عاينها وعاش تفاصيلها، يخطون الطريق بتضحياتهم ويرتوي منها الهانئون برغد عيشهم ناشدين السلامة!

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *