عام

وجهٌ آخر

Views: 878

وجهٌ آخر

وجهٌ آخر للصقيع؛ للألم؛ للاعتكاف في البيوت؛ وجهٌ آخر ونحن ننتقل من استبطاء للغيث إلى زمهرير البرد، ونحن نرقُب موتهم، وهم يُعاينون النزع الأخير، يبكون يصرخون من شدة الألم، وقبل ذلك كنا نرى غارات القصف والذبح صبح مساء.

 يقول تعالى في سورة النور: “ألم تر أن الله يزجي سحابا ثم يؤلف بينه ثم يجعله ركاما فترى الودق يخرج من خلاله وينزل من السماء من جبال فيها من بَرَد فيصيب به من يشاء ويصرفه عن من يشاء يكاد سنا برقه يذهب بالأبصار ( 43 ) يقلب الله الليل والنهار إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار 44 ))”.

عِبرةٌ  لأولي الأبصار:

يُقَدِّر الله تعالى  المطر والبَرَد فيكون رحمة لمن يشاء وعذابًا لمن يشاء، ونحن نعاين الرحمة حين يتوقف القصف في سوريا لعدة أيام، نعاين حكمته جل في علاه فمَن لم يمُت بالسيفِ مات بغيره، “قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم (8)” سورة الجمعة، “وما تدري نفس بأي أرض تموت (34)” سورة لقمان؛ فالموتُ نهاية أجل سواء في سوريا أو في آخر البلاد التي سنفِر إليها!

 بكاء ومناشدات ولكن الحقيقة ما نطقت به أفواه أصحاب الابتلاء (ما لنا غير الله)، يقول تعالى: “وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله يصيب به من يشاء من عباده وهو الغفور الرحيم ( 107 )” سورة يونس،  ” إن أرادني الله بضر هل هن كاشفات ضره أو أرادني برحمة هل هن ممسكات رحمته” سورة الزمر؛ فما لنا إلا الدعاء والتوجه إلى مَن بيده ملكوت السماوات والأرض.

 نرى الأحوال بعيني قلوبنا بحسب ما نتلقى أقدار الله، وهي اختبار لقدراتنا بتحويل المحنة إلى منحة، والاستفادة من الحزن إلى طاقة عملية إيجابية بإغاثة إخواننا في كل مكان بما يفتح الله علينا؛ فعن أبي هريرة،  قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” من ستر أخاه المسلم في الدنيا ، ستره الله في الآخرة ، ومن نفس عن أخيه كربة من كرب الدنيا ، نفس الله عنه كربة يوم القيامة ، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه “، فكرة الخيمة الآمنة في لبنان وإطلاق الإخوان في الأردن حملة إغاثة  فكرتين يمكن للمستطيع أن يقدم من خلالهما ما يزيل عنه همّ العجز.

 بعد كل ذلك أقول وإن كنا نشعر  بألم البرد ومع كل المآسي المحيطة فإننا يمكن أن ندخل في قوله تعالى: “وقليل من عبادي الشكور”؛ فاحمدوا الله واشكروه على الدفء والعائلة والكهرباء والصحة والإنترنت وكل شيء.

الحمد لله رب العالمين

إسراء خضر لافي

10/صفر/1435هـ

13/كانون أول/2013م

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *