دلال والاحتلال

دلال و الاحتلال !

في الشعب الفلسطيني فصولٌ لحياةٍ تحت الاحتلال لا تنتهي بالموت؛ بل أحياناً تبدأ أو تتبلور، وكذلك يكون الواقع مع كل رمزٍ فلسطيني أراد حياةًً بالموت وأراد له الاحتلال فناءً، فكانت دلال المغربي رمزاً نسائياً نضالياً يشرق في وجه القضية الفلسطينية وتاريخها في مواجهة الاحتلال.

دلال المغربي ليست مناضلة شاركت في عملية واستُشهدت فيها فقط؛ بل غدت رمزاً لجزء من إطار طلابيّ وكذلك شعاراً للمرأة التي تفنى في سبيل قضية ما، وقد لقي قرار إطلاق اسمها على دوار في رام الله في قلب الضفة الغربية قبولاً وترحيباً من الشعب الفلسطيني الذي لم يُفرِّق في الشهداء بين الفصائل؛ إلا أنّ هذا القبول الشعبي قابله رفض من الاحتلال الذي يصر في كل مرة أن يؤكِّد لمن لا يرى أن الاحتلال قائم وأنه لا صلاحية لك على الأرض!

رفض الاحتلال وهدّد وأبلغ ذلك للسُلطة التي لم تتورّع عن إبلاغ الشعب الفلسطيني وفتح بالقرار دون خجل، ولم يُطلَق اسم دلال على الدوّار ولم تُرفَع صورتها؛ فالمقاوِم يبقى مقاوِماً في نظر الاحتلال وأحكامه، وتخليد المقاوِم ولو بالصورة يعني إحياء نهج وإعلان رمز لكل الأجيال القادمة التي قد يأتي عليها زمان لا تعرف تاريخها ولا تسمع بأبطاله.

وقد شاركنا بالسؤال بعض الأخوات ممن تنوعت ردود فعلهن إزاء رد الاحتلال من تذكار دلال :

وتوجهنا بالسؤال للمعلّمة و.خ من منطقة القدس ، فأجابت : “أنّ الأمر طبيعي لأن رام الله والضفة مثل القدس و48 كلها تحت سيادة صهيونية وإن اختفلت الوجوه!”.

أما ف.ج وهي عاملة في المعارف الصهيونية فقد أشارت إلى أنّ ما جرى في رام الله مسرحية، بقولها : “تلميع لفتح!!”.

أما ع.أ وهي طالبة في مدارس الغوث لم تخفِ حزنها وضيقها من الحدث لسبب واحد وهو :”احنا نعرف المخيم لكن ما بنعرف تاريخنا وشو رح تعمل لهم صورة؟!”، في الوقت ذاته لم يكن غريباً أن نجد مَن يُنكِر أهمية الموضوع بالنسبة له على اعتبار أنه لا دخل له بالسياسة ويريد أن يعيش وفقط.

قد تكون هذه جملة آراء لا تغطي حدّثاً بالحجم الذي يجب أن يكون عليه ولكن مَن سعى لإبراز القضية بوطنية؟ فإن الرد على المنع الصهيوني قابله صمتٌ وتذمر صامت، وهذا في قانون الصراع لا يُقدِّم ولا يؤخِّر.

وتبقى دلال رمزًا من رموز المقاومة سواء في غزة أو الضفة فإنّ اسمها وآخرون لن يطمسها منع، وكل ما يُمنَع ينال شهرة فوق الشهرة.