عام

بيوت وعدسات!

Views: 1386


يقترب شهر رمضان ببعض الطقوس الحصرية للبرامج وخاصة تلك التي تتناول الجانب الإنساني، والتصدق والإحسان.

بيوت مستورة وعدسات فاضحة؛ لا أجد نفسي إلا باكية رغم أن البرامج تهدف إلى شحذ الهمم إلا أننا نميل للتركيز على سوء الحال، ومن عاش الفقر أو بعض ظروف تلك البيوت يملك من الألم ما يجعله يستعيد الشعور بالأذى!

قد تكون تلك العائلات سمحت بالنشر – إن استئذنت- ولكن ما المشاعر التي يحملها المتصدق وفاعل الخير حتى إن لم يُذكر اسمه حين يرى هذه العائلة قبل إحسانه وبعدها، أي فخر تمتلئ به نفسه؟!
ما الذي يشعر به الأطفال، هل سيستعيدون هذه اللحظات لاحقًا ويؤنبون أنفسهم عليها؟ أم ستكون تربيتهم سوية ولن يشعروا بشئ؟!
ألا يمكن أن تُحسِنوا للأمة دون أن تفضحوا سترها؟، فالحقيقة أن سوء حال البيوت يعكس حجم الإهمال والتقصير الذي تركهم مجتمعهم فيه!

بعض البيوت التي عُرضت كحالات عبر قناة الأقصى ذكرتني بحال الفقر الذي عشناه أيامًا إلى سنوات كل منها عن دهر بطوله، ولكننا بتنا ننظر إليها بقهر بعدما كبرنا فقط، أما ونحن نحيا فقرنا كنا سعداء، نلتحف أحلامنا فنشرق والرضى لنا العنوان.

لم أقوَ على إخفاء كل الألم الذي استرجعته أثناء بث البرنامج؛ فبكيتُ مرارًا أمام والديّ وأنا أردد (الحق ع المجتمع العايشين فيه)، (شو نفسية المحسن؟!)، (فضحوا سترهم!).

أذكر حين كنت صغيرة لا أملك جلبابًا بعد أن هربنا من الحرب (اليمن)، كانت نفسي تأبى أن تحصل على صدقة؛ لذلك كنت أشارك في كل المسابقات لأحصل على جوائزها بجهدي فأستر حالي دون طلب، وإن كنت حينها على صغر سني غير مكرهة ولا مضطرة لارتداء جلباب!

كنا نطوي أيامًا بلا طعام، بلا دفء، في بيت عدا عن أنه صغير جدًا لا يصلح لحياة صحية لبشر؛ إلا أني أفخر به كثيرًا فقد قدره الله لنا مأوى يسترنا.
حين كنا فقراء؛ كانت لنا نفوس غنية.

يا أهل الإحسان؛ إن كانت الصدقة مستحبة فالستر واجب!

إسراء خضر لافي
26/شعبان/1435هـ
24/06/2014م

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *