عام

الكتلة الإسلامية وقيادة المرحلة القادمة

Views: 1863


الكتلة الإسلامية خارج مظلة مجلس اتحاد الطلبة ليس مطلوبًا منها أي عمل نقابي؛ بل دورها أوسع بكثير إذ هي حركة طلابية وعمل دعوي ثقافي وطني جامع، تجمع العمل داخل أسوار الجامعات إلى جانب العمل الميداني، وصناعة التأثير ثلاثي الأبعاد على الفرد فأهله، وعلى الجامعة، وعلى المجتمع ..

الآن أستذكر معاذ بلال ومحمد صبحة وإبراهيم حامد ومنير مرعي وقافلة من الشهداء كجمال منصور وصلاح الدين دروزة وقيس عدوان وطارق دوفش ومحمود القواسمة وغيرهم ممن برعوا في العمل الطلابي، وتمكنوا من إبقاء أفئدتهم تنبض بالتحرير مشروع حياة، ومن ساحة الجامعة إلى المنابر التي تلهب حماسة الجماهير إلى البندقية التي ترجمت كلماتهم أفعالًا ..

المطلوب من الكتلة الإسلامية اليوم؛ من فرسانها وفارساتها أن يقودوا عائلاتهم وأصدقائهم ومجتمعاتهم إلى التحرير، أن يأخذوا بأيديهم إلى الطريق، أن يكسروا جمود العلاقات، أن يُحدثوا فرقًا على مستوى التعامل والثقة بالنهج والأفكار والفعاليات، أن يحركوا الراكد، أن يرتجلوا الخطاب ويوجزوه، أن ينفضوا الغبار عن نماذج ساكنة بين ضلوعهم، أن يخرجوا المارد العملاق في أرواحهم؛ لينتفض عملًا حيًا، يزلزل الخوف ويواجه السلبية ويُسكت المتخاذلين ويعنون لمرحلة جديدة؛ تتميز بعلانية الفكرة وقوة الظهور وثبات الأقدام ..

وهذا كله يأتي بالتزود بالإيمان اللازم لمسيرة مرحلة قادمة مختلفة تحتاج لنفوس مختلفة، زادها قرآن يتلى وتسبيح يحلق بالأرواح وصلاة ما بعدها ليس كما قبلها، وحضور لفكرة التحرير ورسالة الحياة مع كل نفَس صعودًا وهبوطًا، ومعالجة لكل تقلبات النفس، وعدم زهد بالطريق، وتجرد كامل من الذات، ووحدة للصفوف وحرص عليها ..
لتُقبل النفوس فلا ترى إلا الهدف، وإن عظُم الثمن استرخصوه فداءً لله وطمعًا في رضاه وبجنة عرضها السماء والأرض ..

فرسان وفارسات الكتلة الإسلامية عليهم عمل كبير لم يفتحوا الباب له بعد والمرتجى منهم عظيم وإنهم لجيل الخير فيهم كثير؛ وإن لم يكن أبناء الكتلة الإسلامية في مقدمة كل عمل وميدان؛ فمَن يكون؟ ..

إسراء خضر لافي
11/رمضان/1435هـ
09/تموز/2014م

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *