عام

نختار النتائج؛ نختار الجوار الأعلى

Views: 805


حين نختار المنهج؛ حين نختار عملًا ما؛ فإننا بكامل إرادتنا نختار النتائج ونراها أو تتراءى لنا خيالًا سواء أنكرناها أو تيقنّا منها، ندركها وإن لم نعيها؛ فالوعي أعمق ويزداد مع التجربة أو بمعاينة التجارب ..
حين تختار المقاومة فأنت تختار أن تدفع من عمرك، من وقتك، من جهدك، من صحتك، من مزاجك؛ من مالك وبيتك وحتى حياتك؛ وأنت وإن لم ترَ ذلك في الحال فقد اخترته؛ ولما رأيت صمود غزة عامتها قبل خاصتها صرت ألزم بالثبات على ما اخترت ..
فإياك أن تضعف أو تنهزم، إياك أن تلوم أحدًا؛ فنفسك أحرى باللوم، وإن شئت خسرت الأجر وحبط عملك، وإن شئت تضاعف أجرك، بل وتضاعف محبوك والسائرون على إثرك، واختر ما تشاء ..
وحين اخترت أن تحتفل بنصر المقاومة؛ مشاركًا في صناعة ثقافة النصر لأمة تروم التحرير وسيادة العالم، فأنت تعلم أن هذا الدرب لن يُفرش لك وفيرًا بريش النعام؛ بل يُعبَّد بالعرق والدماء والأعمار، وينتصر من يثبت، ويستمر من يخلص ..
لا تذهب لاستدعاء بقدميك ثم تقول ويلي ماذا جنيت؟ أو تعالوا أنقذوني، ولا تترك لهم فرصة اختطافك دون أن توصي أهلك وصحبك بما يجب أن يكون وراءك ..
لا تصمت .. لا تصمتي عن أي انتهاك بحق نفسك؛ فمن يقصر في حق نفسه لا يستحق أن يسعى في حقوق الأمة في درب المعالي، المقاومة والتحرير يلزم استحضارهما في كل أنفاسنا ومواقفنا، في السكنة والحركة، هي ليست شعارات نتراقص عليها، بل دماء تجري في عروقنا وينبض بها الفؤاد ويتفتق عما يخدمها العقل مستنيرًا بنور الله ..
نحن نريد أن نصنع الكرامة للأمة، وأن نستعيد موقعنا في هذه الحياة، نريد العزة، ومن أراد العزة عبَّدها بالواجب، وبذل ما يمكنه في سبيل ذلك، ومن يقصر فلا يلومن إلا نفسه؛ لأن هذا اختياره، ولأن وفاءه للنهج الذي أعلن حبه وانتماءه إليه لم يكتمل بعد! ..

إسراء خضر لافي
07/ذو القعدة/1435هـ
31/آب/2014مـ

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *