عام

محطات 1/2011

Views: 2847

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تحية طيبة وبعد

الشهر الأول لعام 2011، زاخر بالأحداث، فما أن تنتهي ثورة أو حدث حتى يبدأ غيره، وكأنها نهاية العالم ولكن الحقيقة أنها نهاية الظلم والتجبر والطغيان

لعل الشعوب تحركت فيها دماء الكرامة حتى ما عادت تطيق ذاك الصمت المذل، ولعلهم أدركوا أخيرًا أن الحقوق لا تُمنَح لكنها تُستَرد، وما سلبه الفساد والمحسوبية والظلم والركوب على الظهر بحاجة لموقف، ومَن لم يحيا موقفًا كريمًا في حياته فلمَ يعيش؟

كثيرًا ما نسمع أن لقمة العيش مغموسة بالذل، ولكني لا أرى هذا صحيحًا، فالمرء مخيّر فإما يقبل الذل وما يجره عليه وإما أن يعيش بكرامة ، قد يكون الأصوب أن نقول أن لقمة العيش ملأى بالتعب والمشقة، وهذا طبيعي لأن مَن أراد حياة طيبة ومَن أراد أن يحقق ذاته، أو أن يصنع مستقبله بكل ما فيه من آمال وطموحات؛ لا بد أن يسعى ويتعب ويحتمل مشقة الطريق:

وما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غِلابا

ليست فقط الثورات والأحداث اليومية المختلفة هي التي تؤكد ما أوردته، ولكن تفاصيل حياتنا الدقيقة حتى في أعمالنا تؤكد ذلك، فمنا مَن يعمل في مهنته لتحصيل رزقه فقط ولا يهمه أي شيء سوى ذلك، ولا ينظر إلى التحسينات التي يمكن أن يقدمها، كما لا يهمه التفكير في حقوقه التي أقل مظاهر الظلم فيها بخسه حقه وعدم تقدير جهده ، ليصبح رب العمل متاجرًا بعيدًا عن رسالة المهنة، وآخرون يتحمسون للعمل ظنًا منهم أنهم سيغيرون وجه العالم، وهؤلاء لا أحبطهم وأنا منهم، ولكن أدعو أن يكون الإنسان معتدلًا في نظرته، مقيِّمًا لعمله كل فترة غن كان يحقق رسالته أو يبتعد عنها، فالعمل الذي لا يقرب الإنسان من رسالته مع الزمن يفقده هويته وأحلامه، حتى إن كانت هذه المراجعة على حساب التفكير الجدي في تغيير العمل.

أحيانًا لا نملك تغيير واقع نعيشه لأن التغيير بحاجة لأدوات وفي أوضاع معينة تكون الأداة الممكنة هي تغيير القوانين، أي أن يكون المرء في موقع متنفذ يملك القرار وصناعته .

لا مانع أن نواصل رسم الأحلام والطموحات ولكن إن واجهنا موقفًا صعب فيه التغيير فهذا لا يعني اليأس والنهاية وهناك مسالك ودروب كثيرة.

بين يدي كتاب جميل وصغير عنوانه
إدارة الثقافة وقضايا معاصرة
أ.د.عبد الكريم بكار
يركز فيه الكاتب على أهمية الأفكار وما تنتجه،وأهمية النظر في التاريخ ووعي الواقع،خلال الأيام المقبلة بإذن الله أزودك بملخصه

ولك أطيب الدعاء

أختك إسراء
26/صفر/1432هـ
2011/1/31

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *