عام

كلمتي في اعتصام اليوم

Views: 2399

كلمتي في اعتصام اليوم ..

بسم الله الرحمن الرحيم
“وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ”، ويقول عز وجل: “وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ”، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله ليملي للظالم فإذا أخذه لم يفلته”.

أقفُ اليوم لسببيْن:
الأوَّل: تعريفًا بقضية أبي “الشيخ خضر لافي” الذي غدا معتقَلًا سياسيًّا، وهو الذي لم يهنأ بحريَّتهِ من سجون الاحتلال، وقد أُفرج عنه في 11/11/2012م، لتُصدر السلطة أمرًا باختطافه الفوري عصرَ الأربعاء 26/12/2012م، وقد تمَّ تفتيشَ البيتِ واختطافُه واحتجازُه في سجن الوقائي في مدينة الخليل.
يأتي الاختطافُ رغمَ سنِّ والدي الكبيرة وصحتِه المتدهورة فهو صاحبُ مرض وأدويتُه تتجاوز الضغط والسكري إلى الشرايين والهشاشة والدهون والمعدة!
وقد أعلن أبي إضرابَه عن الطعام والدواء فور اعتقاله أي منذ 4 أيَّام، مما يجعل حياته في خطر، ونحن كعائلة لا يوجد لدينا أي معلومات حول وضعه، ولم يُسمح لنا بالزيارة بحسب ما نقله أعمامي.
أبي أسير محرر قضى ما مجموعه قرابة 6 أعوام خلال الأعوام الثمانية الأخيرة في سجون الاحتلال! وكانت المكافأة له بالقيام بإعادة اختطافه لدى أجهزة السلطة ضمن سياسة الباب الدّوار التي تدور رحاها في الضفة منذ خمس سنوات!
هل هذه هي مكافأة المحررين؟ أم هذه الروح الوطنية التي تنعتُ الأجهزةُ بها نفسها؟

أمَّا السببُ الثاني: لأوجِّه مجموعة رسائل لعدة جهات:
أهالي المعتقلين السياسيين في الضفة الغربية: آن الاوان لنوحِّد أيدينا ومطالبنا، آن الأوان لنجعل السجون سجون الاحتلال وحدها، نحن لا نريد زيارة أسبوعية بدعوى أن أجهزة الأمن تحمي أبناءنا من الاحتلال، مَن سلمَ المقاومين، ومَن سهَّل الاغتيالات، ومَن تاجر بقضايانا، لا يمكن أن يحمي نفسه فكيف بحماية غيره؟ آن الاوان ليعرف كل الناس بيتًا بيتًا وشخصًا شخصًا أن مَن لنا في سجون السلطة ليسوا تجار مخدرات ولا لصوصًا ولا قتلة، وأن هؤلاء الشرفاء يجب أن يُرفعوا فوق الأكتاف لا أن يُهانوا ويُساموا سوء العذاب وأهاليهم معهم!
وجهاء الخليل ونوابها وعلى رأسهم الشيخ محمد جمال النتشة: هذه الاعتقالات السياسية تعرفونها جيدًا وليست حديثة، متى ستتخذون موقفًا بإنهاء هذا الذل؟ ليس بالاعتصام فقط فأنتم تملكون التحرك على أكثر من صعيد، والدي ليس نائبًا ليتمتع بحصانتكم فانصروا أخًا يُظلم فللمسلم حصانة لدى أخيه المسلم.
المؤسسات الحقوقية المختلفة: لو أنَّ كلبًا أعزكم الله مات لقامت الدنيا وما قعدت ولكن حرية إنسان مسلوبة بلا وجه حق، الكل يتقاعس أو يصم أذنيه ولا يسمع، ثم نرى حملات لمعاناة الأسرى في سجون الاحتلال ويُغَض الطرف عن استمرار معاناته وتبدل شكلها حال خروجه منها إلى سجون السُلطة! أما لهذا الليل من آخر؟
وسائل الإعلام: أصبح الإعلام رسميًا فوق الرسمي، يُغطي قضايا على حساب قضايا، ولن أتحدث عن مكتب الجزيرة المأجور للسُلطة، ولكني أتحدث عمن يتابع قضايانا الإنسانية بصورة موسمية، أو قُل طبقية، لا زلنا نشعر بتقصيركم بحق قضايانا فإلى متى؟
أهالي الضفة الغربية: همُنا ليس راتبًا منهوبًا، ولكن كرامة ديست، وأبي موظف في التربية والتعليم وهذا القطاع لم ينصر قضيته، وفوق ذلك تخصم السُلطة من راتبه كل يوم في سجون الوقائي، طيب وما في راتب يعني نجلس في بيوتنا أو نخرج نطالب بحقوقنا؟ لا مكان للخائفين في مسيرة الحقوق والحريات.
حركة حماس: معك نريد مصالحة على الأُسس التي بينتموها ولكنكم لو أردتم تحريك قضية الاعتقال السياسي لقدمتم خطوات عملية أكثر، لساندتنا مؤسساتكم، لوقفتم معنا ولو باعتصام رمزي، لضغطتم على فتح، أما هم حين طلبوا مهرجان قلتم لهم حيا وهلا ونحن لنعض على شفاهنا من الألم وهم يتراقصون هناك في غزة!
حركة فتح ومَن شاكلها بالخَرَس السياسي: الوطني يقف موقفًا واحدًا من الجميع ولكنه يكون قادرًا على تحديد مَن صاحب الحق، أنا صاحبة حق، ولكني لو كنتُ متبرجة، ولو كنتُ ابنة س ممن يأتون لكم بالدراهم لخرجتم لتقبيل الأرض التي أمشي عليها! احنا مش طالبين منكم أي شيء لكن يا ريت تستمر مسيرة الخرس إلى الأبد وبلاش تحكو بدكم دولة إنتو مش قدها.
الأجهزة الأمنية: سواء أمرتكم رام الله أو أمركم الاحتلال؛ اخترتم العنوان الخطأ، ومن دسَّ على أبي وأنتم ستدفعون الثمن، وكما يقول الشاعر:
فكم قد رأينا ظالمًا متجبرًا … يرى النجم تيها تحت ظل ركابه
فلما تمادى واستطال بظلمه … أناخت صروف الحادثات ببابه
وعوقبَ بالظلم الذي كان يقتفي … وصَب عليه الله سوطَ عذابه
ومن ناحيتي فإني سأقاضي كل مَن كان سببًا في معاناة أبي سواء مَن اعتقلوه أو كتبة التقارير أو الذين يسلمون اليهود المعلومات بحجة التنسيق الأمني.

وأختم بقول الشاعر:
لا تظلمن إذا ما كنت مقتدرًا … فالظلم آخره يأتيك بالندم
نامت عيونك والمظلوم منتبه … يدعو عليك وعين الله لم تنم
وحسبنا الله ونعم الوكيل
وما ضاع حق وراءه مطالِب

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *