عام

علمتني الحياة في الدعوة

Views: 1050

أنّ أي عمل يوكل إليّ له هدف، وتأثيره في اتجاهيْن؛ على نفسي وعلى غيري معًا، كم تبرمت من أمور كثيرة ومنها تنظيف حمامات المسجد ولكن متى كنت أتبرم؟
حين كان منسوب الحب في قلبي ضعيفًا، وحين لم أكن أفهم المراد، ولهذا إن عمقت التربية في القلوب بات انقيادها سهلًا وفهمها أرقى، لا تعترض على الهواء الذي تتنفسه ولا تجعل من نفسها إلهًا ومحور كون أو جماعة أو مجتمع، فإن غاب أو صرفته حياته وأشغاله لن تمضِ! بل ستمضي ومن يجعل أولوياته آخرها الدعوة؛ تتركه القافلة لأنه تخلى عنها ابتداءً!
علمتني الدعوة أني أداة لخدمة الإسلام، والتحرك للإسلام ليس لوحة ولا ورقة ولا وشاحًا ولا مهرجانًا؛ لكن العمل للإسلام أنفاس لا تفارقني، فلا تغفو هي ولا أغفو أنا.
العمل للإسلام طلاقة وجه، وهمة واتقاد فكر، وتأثير حاصل في الحال أو بعد حين.
كثيرًا ما قيل لي؛ أن الدعوة تستخدمنا ثم تتركنا، وكنتُ مصرة على إحسان الظن بالله قبل الناس، لأن في أعماقي قناعة أن الفكرة نقية وأننا نعمل مع بشر يصيبون ويخطئون، يجرحون ويطببون، والقلوب تتقلب وتتغير، وعليّ أن أكون كما يجب سواء كانوا أو لم يكونوا.
وعلمتني دعوتي قبل أن ألومها أن أتهم نفسي وألومها؛ وأسأل أين قصرت وأين الخلل؟ وهل حصلت على نصح كافٍ واستمعت وغيرت أم لم أغير وكان الكلام صرخة في واد؟ وهل أعتب على الفكرة أم على حامليها؟
أنا لو عملت بجِد في الدعوة لظهر الأثر عليّ وعلى محيطي؛ فالدعوة لها سمتٌ جاد.
والدعوة ليست فقط تخطيطًا وخططًا وكماليات وشكليات، الدعوة مبادرة وعمل دون انتظار الرتوش.
الدعوة ليست أنا وأنتَ وأنتِ، الدعوة عالم من الأفراد المتصلين بنور الله من عهد محمد صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا.
الدعوة حياة قلب؛ فلنتفقد قلوبنا.

إسراء خضر لافي
22/ذو القعدة/1435هـ
18/أيلول/2014م

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *