عام

أزهرت قبل أوانها

Views: 1746

أزهرت قبل أوانها

أُغثنا بغير حول منا ولا قوة، فاستقبلت الأرض الماء واعشوشبت، ربيعٌ أطل، أغرى الدفء فيه بعض الأشجار؛ فبدا نوّارها في غير وقته طريفًا لطيفًا غريبًا! ثم عصفت به الريح فأسقطته، وعاد المطر في أوانه مؤذنًا ببدء فصل الشتاء؛ فهل ستزهر من جديد في موسمها بعد أن أزهرت في غير وقتها؟ ربما، وما ذلك على الله بعزيز.

هذا حال من يتسولون الحب في غير مكانه ولا ظرفه، من فتيان وفتيات، من تميل بهم الأهواء يمنة ويسرة، فنسمة دفء على قلب يغلفه البرد فينتشي مخطئًا تقدير الزمان والأحوال، ثم نكسة إن لم تُداوَ؛ تذبل حتى تموت، وإن استلهمت هدفًا لوجودها برئت وعادت للحياة.

وفي أحوال تغير البلاد التي نرقبها في محيطنا العربي كثير التقلب، الذي تخيم عليه الحيرة بين اليأس من تبدل الأحوال واستقرارها أو الاستمرار يحدونا التفاؤل في ظل العمل؛ يمكن لأي منا أن يفسر محاولات التنفس فوق الماء لمن حسبوا أن جولة الباطل قد انتهت، وآن أوان التغيير بمسيرة جديدة في وقت يشبه إلى حد كبير تلك الأشجار التي غرها دفء عابر بعد هطول غزير للأمطار، ثم ما لبث أن انقض الباطل بأدواته على المسيرة الجديدة؛ وحل القنوط والمراجعات السلبية التي غرها اللفظ عن الواقع، فلو قلت عن الحنظل حلوًا ما كان هذا ليغير واقعه.

وسيعقب الشتاء ربيع ولكنكم تستعجلون.

إسراء خضر لافي
01/ربيع أول/1436هـ
22/كانون أول/2014مـ

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *