عام

الكتلة الإسلامية تورق نصرًا

Views: 3434

الكتلة الإسلامية تورق نصرًا

ودعت الضفة الغربية عام مقاومتها الذي ابتدأ في نيسان الماضي بقتل عقيد في الاستخبارات الصهيونية في الخليل، وسلسلة طويلة من الجهاد بنتيجة تاريخية وغير مسبوقة في جامعة بيرزيت وقبلها بتقدم جيد في البوليتكنك في الخليل؛ لتستقبل الضفة من جديد عامًا آخر من العمل والجهاد، على ذات الثوابت وبذات النَفَس الثوري.

نتيجة صبت في جداول الأرواح المتعطشة في الضفة، والتي طال انتظارها لفرح يجدد عزائمها ويحيي فيها أملًا اعتادت أن ترويه بتقدم المقاومة، فصار انتظار الإنجاز يشوبه شعور عميق بلا جدوى أي شيء آخر.

الفارق هذه المرة أن الكتلة الإسلامية حققت قفزة نوعية على عدة صُعد سواء على مستوى الخطاب، وعمل الطالبات، وترسيخ سياسة الاستمرار في العمل تحت كل الظروف ومهما بلغت الأثمان.

قيمة ما حققته الكتلة الإسلامية كعمل طلابي يشكِّل عماد المجتمع الفلسطيني ويعبِّر عن تطلعاته وتوجهاته وآماله، لا تقف عند عدد مقاعد في جامعة؛ فهي كعنوان للعمل الطلابي المنفتح المتجدد تمثل رافعة للضفة، وبارقة أمل على ضفاف صفقة وفاء الأحرار الثانية المرتقبة.

لنا أن ندرك الآن السر وراء تأجيل انتخابات مجالس طلبة جامعتي النجاح والخليل إذا نظرنا لتقدم جامعة الخليل في انتخابات 2014 وغياب مجلس طلبة الشبيبة طوال العام، ومن قبل النتيجة التي حققتها جامعة النجاح حين أعلنت المشاركة عام 2013 بعد غياب 6 أعوام، والمعوِّل هنا ثبات الاستمرار وعدم الانتكاس.

عودة الكتلة الإسلامية إلى ساحة العمل الطلابي والنقابي رغم ظروف الحركة الأم في الضفة، ومحاولات الحفر في الجدار لتحقيق إنجاز والقرب من الطلبة، لم يكن يليق بها أن تتوقف أو تنسحب وهي تدرك رسالة وجودها؛

(فطعم الموت في أمر حقير … كطعم الموت في أمر عظيم)

يبحث المحللون الآن العامل الأساسي في تغير منحنى النتائج تحت سوط القمع، وينسون كيف أن هناك زهرًا ينبت في الصخور! يتلخص المشهد بإفلاس قوم واجتهاد قوم، ولكن الحقيقة أن نجاح العمل الجماعي يتحقق بتضافر كل العوامل والأسباب؛ فردية وجماعية، ولدرجة الترابط والانصهار يصعب أن تستثني عاملًا وتستند على واحد فقط؛ فكل خطوة وفكرة وعمل وتضحية وتلاحم تصب في تحقيقه، وهذا نقيض الفشل إذ فيه يمكنك أن تحدد السبب أو الأسباب وراءه بدقة وتعزلها عن بعضها لتعالجها، وإنجاز اليوم هو ثمرة لحظة إعلان العودة للعمل.

وقد تمكنت الكتلة الإسلامية من النجاح في عدة جوانب:
أولًا: التغلب على متلازمة الملاحقة والاستهداف والحظر سواء باعتبارها محطة في الطريق أو بابتكار وسائل جديدة تضمن استمرار العمل.
ثانيًا: التغلب على إقصائها وعدم الاعتراف بها كذراع طلابي لحركة لا تندرج ضمن منظمة التحرير.
ثالثًا: الانفتاح على كل أطياف الطلبة في محاولة دؤوبة لكسر التحجر والقوقعة والنمطية.
رابعًا: الربط بين الواقع السياسي والطلابي في رسم معالم العمل الوطني الفلسطيني.
خامسًا: سياسة المواجهة والتصدر للجمهور للرد على ما يطرح وما يشاع، ومواجهة التقصير والضعف بالاستدراك والتدريب.

أما النتائج التي حُرمنا الاحتفال بها، والنتائج التي نحتفل بها الآن تدلل على:
أولًا: حالة التعافي العامة إلى درجة التفوق التي تشهدها نسبة التصويت للكتلة الإسلامية من نسبة التصويت العامة؛ لتقارب حالتها قبل الانقطاع 2008-2009، وهي في بوليتكنك فلسطين كانت تتراوح بين 46-51%، فيما في بيرزيت كانت تراوح 40-45%.
ثانيًا: الخروج عن النمطية في طبيعة التخصصات أو الشكل أو الثقافة سواء لكوادر الكتلة أو محبيها.
ثالثًا: قدرة الكتلة الإسلامية على العمل وحدها في الميدان رغم انقطاع العمل التنظيمي العام لحماس.

ولتبقى الكتلة الإسلامية رائدة العمل الطلابي الوطني ولا تقنع بما دون القمة؛

(إذا غامرت في شرف مروم … فلا تقنع بما دون النجوم)

إسراء خضر لافي
04/رجب/1436هـ
23/نيسان/2015مـ

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *