عام

دور طلبة الجامعات في انتفاضة القدس منذ أكتوبر 2015

Views: 2597

لطالما كان للطلبة دور مهم في تحريك قضايا بلادهم وحمل هموم مجتمعاتهم، وفي فلسطين المحتلة يحمل طلبة الجامعات لواء المواجهة في كل منعطف، فمنذ ثمانينات القرن الماضي شهدت الساحة الفلسطينية انتفاضات وهبات مختلفة كان الطلبة عمادها، وربما استبقوا الأحداث بنشاطات وحراكات تنبيء بالمنعطف القادم.

فقد سبق الانتفاضة الأولى 1987 مجموعة أحداث امتدت في الفترة 1984 – 1986، وعمَّدها استشهاد الطالبين في جامعة بيرزيت صائب ذهب وجواد أبو سلمية، كما سبق انتفاضة الأقصى 2000 مجموعة من عمليات المقاومة بمختلف أشكالها فكان باكورة الطلبة الشهداء في الانتفاضة الشهيد زكريا الكيلاني من جامعة النجاح.

يختلف الأمر قليلًا مع انتفاضة القدس إلا أن الثابت أن طلبة الجامعة وخلال الشهور والأعوام التي سبقت أكتوبر 2015 كان لهم دور في تحريك الراكد، بين احتجاج على سياسات سلطة، ومقاومة للاعتقال السياسي، ومشاركة في إضرابات الأسرى ونضالاتهم، وانخراط في مواجهات على نقاط التماس بدأت تشتد منذ عام 2013 وتحديدًا منذ هبة الأسرى في شباط عام 2013.

وفي الحديث عن انتفاضة القدس منذ أكتوبر 2015؛ تجدر بي الإشارة إلى مساهمة طلبة الجامعات ببعض عمليات المقاومة في الفترة التي سبقتها، بواقع 5 عمليات مقاومة في الفترة بين حزيران وأكتوبر، منها عمليتي طعن، وإلقاء عبوة ناسفة، وعملية إطلاق نار، ومواجهات مع الاحتلال، توزع المشاركون فيها بين جامعة البوليتكنك والخليل جنوبًا، وجامعة القدس وبيرزيت في الوسط، وجامعة القدس المفتوحة.

ومع الرصاصات الأولى التي أطلقتها خلية نابلس في الأول من أكتوبر لم يعد ما قبلها يشبه ما بعدها في شيء؛ إلا في المواجهة المستمرة التي تضعف ولكن لا تنقطع، فكانت أولى عمليات الطعن تنفيذ الطالبين في جامعة القدس مهند حلبي وعبد العزيز مرعي، لتتابع في إثرها التضحيات بين شهيد وجريح وأسير، فقدمت الجامعات حوالي 20 شهيدًا وشهيدة، وعشرات الجرحى في مواجهات مختلفة خاصة جامعتي القدس وخضوري خلال اقتحامات قوات الاحتلال لها، وخلال المواجهات التي نظمتها الحركة الطلابية ومجلس الطلبة في جامعة بيرزيت باتجاه عوفر وبيت إيل، ومواجهات أخرى متفرقة نظمتها الحركة الطلابية في جامعة النجاح باتجاه حاجز حوارة، وجامعة البوليتكنك باتجاه الارتباط العسكري، وجامعة الخليل باتجاه جسر حلحول، واعتقلت خلية عسكرية من طلبة جامعة القدس قبل التنفيذ، كما اعتقل أكثر من 7 طلبة بينهم طالبتين بعد تنفيذ عملية طعن أو دهس، توزعوا على جامعات: القدس، وبيت لحم، والنجاح، والبوليتكنك.

 قد لا يكون الطلبة الفاعلين الوحيدين في هذه الساحة، ولا يكفي الحديث عن وجه واحد لفهم واقع الحركة الطلابية اليوم، ولكن ورغم الضعف العام والانقطاع الطويل نسبيًا عن الانخراط الكلي في المواجهة مع قوات الاحتلال، ورغم ضعف الفاعلية التنظيمية لتنظيم الشباب وتوجيههم؛ يبدو أن الطلبة امتلكوا زمام المبادرة، سواء كان إيمانًا بالفكرة أو تفريغًا لطاقة مُنعت من العمل في ساحة الجامعة فوجدت متسعًا لها للعمل في مناشط أخرى فرضها الواقع وهي المقاومة.

24 شعبان 1438هـ

21 أيار 2017مـ

 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *