فيلم – “معجزة في زنزانة 7”
فيلم تركي اشتُهر مع فترة الحجر، ومع العرض على نتفليكس، وبعيدًا عن ملاحظة إنه يبدو جمهور النتفليكس كبير ، وعن إنه فش ولا صورة منشورة هي شرعية أو بدون حقوق نشر
الفيلم حالة ورحلة عاطفية تبدأ من المشاهد الأولى، فهو يبدأ بسخرية الأولاد من الأب المتخلف عقليًا، مع مشهد احتضانه لابنته، واللقطتين تثيران فينا الاشمئزاز من السخرية، والتعاطف مع الأب وابنته.
بهذا الرابط نمضي مع الشخصية، نحترم كل ما تقدمه، ونتعاطف مع تعبيراتها الجسدية واللفظية، وكأن عملية المشاهدة تكشف لنا عن فطرتنا النقية التي تميل إلى البراءة وكل ما يعكسها.
ثم تتصاعد المشاعر، انحياز مع الأب لاعتبارات إنسانية بالدرجة الأولى، ثم انحياز ثانٍ لتعرضه للظلم، والمشاهِد وهو يندمج مع الأب هنا يؤثر فيه عجزه عن التعبير عن الحقيقة، ولعل من الخواطر إنه راحت عليه، ما حد رح يصدقه ولا يساعده.
ثم انحياز له في حياته الجديدة في الزنزانة، والتغيرات السريعة التي تحدث من خلال ملاحظة السجناء معه له ولبراءته فعلًا ولبياض عقله.
الفيلم من نوع القصة القصيرة، وإن كان فيلمًا مدته ساعتين، يركز على حالة واحدة ويتابعها حتى النهاية، ويعرض لبعض التحديات من منع الزيارة، وفقد الأهل خلال الاعتقال، وتزبيط السجانين، واجتراح الحلول، مع التقاطعات العامة مع الأَسرى عندنا وفي كل العالم، إلا أنه مختلف.
كل البراءة التي فيه حتى في شكل تقريب فكرة الموت، وكيف يمكن لإنسان مختل عقليًا أن يفهم معنى الرحيل النهائي، وفكرة تحويل لفظ “الجريمة” إلى “مرض” لإيصال الفكرة إلى طفلة، ثم النهاية السعيدة غير المتوقعة ولكنها المرجوة ؛ جميلة ولطيفة.
أما اسم الفيلم فمحير، فهل المعجزة هو الأب، أم دخول البنت وأثرها، أم التضحية العجيبة عند الإعدام؟
الفيلم، الدراما، هي الأقدر على تجسيد الأحداث، والتوثيق، وبلوغ الآفاق، وإن لم تكن بالضرورة حقيقية 100% أو صادقة بشكل تام، فالكل يجيد الادّعاء وإلا لا؟
على كل لا يوجد إنسانية سوية تحب الظلم وتصفق له، والي بقلبه عطف ورحمة أكيد بتعامل باحترام وحب حتى مع ذوي الإعاقة.
ودمتمـ سالمين