عام

الرسالة العاشرة

Views: 1740

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

صباح الخير والمسك والعنبر

منذ الرسالة الأخيرة وفكرة هذه الرسالة تراودني وكل يوم أقول اليوم وغدًا إذ لم أجد ما يذكيها ويترجمها، وحين ارتقى شهداء فلسطين يوم الجمعة 2010/10/8 تيقنت من الفكرة، أفكار تحيا وتنضج بالدماء

[ التحرر والموت ]

يظن البعض أن التفكير بالموت يضيق الحياة وأراه يفك قيودها وقيودنا ويرفع من قيمة الزمن في أعماق النفس وتلافيف العقل، فإن أردنا أن نطلق كوامن النفس وأقصى طاقاتها ونحرر إبداعها فلا بد من ذكر الموت، فاليقين بانتهاء الأجل في كل لحظة وأي لحظة والإيمان بغيبية ما ينتظرنا يجعلنا نريد ان نقدم أكثر ونبذل أكثر وننجز ما هو متوقف وما نؤجله في لحظات الفتور والكسل والانشغال ببعض الفروع

لربما يثنينا أحيانًا بعض ما في طبيعة النفس من وَهَن، فنقسو ونكيد أو نغضب ونحقد أو ننتصر لأنفسنا ونحن ندّعي أن المصلحة العامة نريد، ولربما يضيق الحال بنا فنصوِّب سهامنا نحو الخارج وننسى أننا جزء من معادلة وجزء من توازنها
وحين يغيب ذكر الأجل المحتوم يحدث أكثر من ذلك، إذا أردنا أن نعلو فوق الدنيا، فوق مفاتنها، فوق محنها وشدائدها، فلا بد من أن تتحرر النفس من كل تبعية وكل مصلحة دنية وكل غاية ليست لله
وإن أردنا أن نسمو ونبدع فعلينا التحرر من كل قيد وننطلق بفهم الإسلام والعمل له بعيدًا عن تضييق الحزبية والتعصب بكل أشكاله وألوانه، بأن نسع الآخر ونفهمه ونعي أن المجال يتسع للجميع ، وأن هذا الاختلاف والتنوع مدعاة للإبداع والتنافس ، وإلا كان مدخلًا للتناحر مضيع للأوقات ومفسد للطاقات وحاصد للحسنات

ما أرخص الحياة وأقصرها حين نستهلكها في معارك جانبية وفرعية تضعف النفس وتخرج أسوأ ما فيها، ناسين أن كلنا لأجل نسير وأن الذكرى الطيبة هي ما يبقى، فكما تبلى الأجساد منا، تفنى الرسوم والأسماء، والآثار التي لا تزول هي ما كانت جراحًا غائرة أو أدوية نافعة ولننظر بتأمل لتلك الجبال وفيها أخاديد شقتها مياه الأمطار بدوام جريانها وتكرارها، حتى أصبحت شيئًا أصيلًا له مكانه، وكذلك عمل الخير أو السوء فإنه مع التكرار يغدو له مكان لا تمحوه السنين وإن لم يكن مستحيلًا لكنه صعب وبحاجة لمعاول

علينا أن ندرك كيف نستثمر الأوقات والإمكانيات المتوفرة فيما هو نافع بدلًا من إهدارها ثم نرتكب خطيئة أخرى بصرف وقت إضافي لإصلاح خلل ما واستدراك لفائت

إن الحرية والمبدأ لهما مقابل غالٍ يدفعه الشباب في إقدام لأن من طلب الموت وهب الحياة، ولأن الأجل لا محالة قادم، فإما شرف جهاد وشهادة وإما موت في الجحور خوفًا
التحرر من قيود النفس لا يلزمه بذل الروح، فإن كنا لا نريد أن نتحرر من ربقة احتلال فلنلزم أنفسنا بتحريرها من قيودها وما يلصقها بالفانية، إن التطلع للخلود ولحياة أخرى سعيدة يمكن ان نحيا به مع كل نفس وفي كل يوم فنضاعف أعمارنا ونحيا سعداء رغم المشاق والصعاب

لكل منا أمنيات وأحلام ولكن كلها تفقد لذتها إن ما كانت لله ولغاية نبيلة وبمنهج إلهي قويم

بين التحرر والموت : إرادة ووجهة

*****

وقبل طي الصفحة أعرض مسألتيْن ::
الأولى


مع هذه الصورة التي أبكتني وقهرتني ، فقد أحسست بهم يدوسون على قلبي ويقتلون ذكرياتي ، وهنا كنا نقرأ القرآن ونحفظه ونسمعه ونتنافس للدخول للجان الامتحانات ونتسابق ونعدو وكأن أفراح الدنيا تتراكض في هذه الساحة
هي ليست بالأمر الجديد فكل يوم من هؤلاء مئات ولكن بعض التصفح أحيانًا يشعرك بصفعة قوية توقظ شيئًا ما في داخلك تدركه ولا تحسب به حتى يتعرض لأذى ما

الثانية
فكرت فيما قد يكون مشروعي القادم لعام 2011 بعد الرسائل، فالرسائل ستبقى ولكن هناك إضافة أخرى حددتُ وجهتها سأعمل على إنجازها ومشاركتكم بها ولن أوضح ما هي حتى ندخل العام الجديد بإذن الله إن كُتبت لنا حياة

وأرحب بأي مقترح

تنويه صغير
هذه الرسالة ترسل لكل مَن أعرفه

على امل اللقاء بكم في سالة قادمة بإذن الله
لكم وافر التحية وأطيب الدعاء

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *