عام

محطات 4/2011 – في السياسة

Views: 1882

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تحية طيبة وبعد

لكم أرباب العلم والثقافة، صانعو النهضة والحضارة، كل التحايا النديّة في حضرة ربيع تراقص فرحًا على وقع المطر
يودعنا شهر نيسان لأقف من جديد أستقبل وجوهكم وعقولكم وأخط بعض سطوري لكم

لن أكتب خلاصات الدروس فهي كثيرة، ولا أبرز ما جاء في هذا الشهر فهو غزير الخير والعطايا مهما ساءتنا بعض الحوادث، لكنها سطور عاجلة لن تفي الفكرة التي أريد حقها ولكن أرجو أن يكون لها ما بعدها

تطفو على السطح أحاديث السياسة، التطلعات والآمال، الآثار والنتائج، التفاعل مع أحداث الساحة وكأنه ربيع فكر حرك في الناس الهمة والتشوف، منهم السعيد المرحِّب ومنهم الخائف المستاء، ولكن الأكيد كلٌ يأمل الخير ويرجوه بحسب زاوية نظره

هذا أول عام أقرأ بتركيز في كتب السياسة كعلم وفقه، وأكثر الأثر الذي تُرك في نفسي بساطة الكتب القديمة وإيجازها في مقابل كثرة تفاصيل الكتب الحديثة، لعله الواقع الذي يفرض الإطناب ولكن ليست كل إطالة محمودة

وهذا يدعوني لأذكركم أني ما نسيت تلخيص الكتب لعرضها عليكم إلا أن هناك أولويات تُقدم على ما عاهدتكم عليه ولن أخذلكم إن شاء الله وقريبًا أعرض (الدين والسياسة، الدولة الإسلامية ، وكتابين ل أ.د. عبد الكريم بكار) والله الموفق

حالة الثورات التي يعيشها عالمنا العربي تفرض علينا حالة من الوقوف مع الذات، فقوامها الشباب ويحركها همة وإرادة لواقع أفضل، ليس هو الخروج لمجرد الخروج ولا الملل من سنوات عجاف طويلة دون تغيير، لكنها حالة الاستهلاك التي جعلت الروتين سيدًا قاتلًا

الوعي والثقافة، غنى التاريخ، الطموح والغاية، كلها تصب في خدمة صناعة غد أفضل، هو مشروع النهضة والتحرير الذي فات الأمة فيه شوط تحاول أن تستدركه بخطوات واسعات وإن كلف الثمن دم وتضحيات جسام أُخَر

ليس المراد بالتحرير هو تحرير الأرض فقط، بل تحرير إرادة الأفراد والجماعات من الركون والفتور، وتحرير الفكر المرتهن لنظريات منها المؤامرة ومنها العجز ومنها الاستسلام ومنها الخوف وليس آخرها التبعية بأبرز أشكالها السياسية والاقتصادية ، وهذا التحرر يقود لنهضة أمة تتوحد جغرافيًا واقتصاديًا وسياسيًا حتى تقدر على تحرير الأرض من الاحتلال بأشكاله أيضًا

الواقع يفرض علينا أن نتفاعل بما يوازي الحدث، نطور ذاتنا وطريقة تعاطينا للأمور ونحدد بشكل أوضح ما نريد وإلى ما نسعى، ولا يمنع هذا أن نوضح لأنفسنا الثمن الذي قد نضطر لتقديمه لتحصيل ما نريد، لن يأتي التغيير من خارجنا ولن يهبط من السماء عطية دون أخذ بالأسباب وحسن تقدير وقيادة للذات وثقة بما نملك

والله أسأل أن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا ويبارك لنا ولكم في أوقاتنا وهممنا وأعمالنا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إسراء
28/جمادى أولى /1432هـ
30/4/2011م

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *