عام

وقفات 5/2011

Views: 1775

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تحية طيبة

وبعد لقاء متجدد أصافح فيه الحرف والفكر، وأوجز فيه من فوائد المرحلة، ولعل الكلام يطول ولكني سأختصر ذلك في أفكار، وأسأل الله السداد والقَبول.

المبادرة والمسئوليّة عن أي مسئوليّة يمكن أن أتحدّث؟ هنا أقصد كل أنواع المسئوليّات، والتي ترتبط بالمكان الذي يتواجد فيه كل منا، ولا ينتهي عند حدود الفكرة التي نحملها أو حتى الجغرافية المترامية التي نرتبط بها عقديًا أو وجدانيًا أو حياتيًا.

المسئوليّة التي نستشعرها من وحي الفكرة التي نحملها فتطير بنا، ترفع همتنا وتشغل تفكيرنا، وتحرك في نفوسنا الشعور بالهمّ؛ مما يولِّد المبادرة التي ترقى إلى تفاعل كامل مع كل مكان ومؤسسة ونشاط، وتتضمن بذل النصيحة لكل أحد في حدودها من الأدب والتواضع وحب الخير، حتى إن كان الشخص أو المؤسسة يختلف معنا فكريًا.

مسئولية فمبادرة فتحرر من كل قيد يثقلنا سواء كان قيدًا نفسيًا (أمراض القلوب) أو دنيويًا (التثاقل والركون إلى الدنيا: كسل وفتور) أو تنظيميًا (التعصب والبقاء في خانة التابع المقلِّد).

 

مصالحة !

ليس غريبًا أن نلمس خوف أو عدم اهتمام الشارع الفلسطيني بما يجري من تطور سياسي؛ فهو مرت عليه اتفاقيات ومعاهدات مختلفة لم يزدد معها من بعض النواحي إلا ألمًا وجراحًا؛ وكأن المآسي ترتبط بكل مرحلة سياسية جديدة وربما جديدة فقط في زمانها!

آن الأوان لنتحرر كشباب من دائرة انتظار إملاءات الدائرة السياسية لنحدد خطوتنا التالية، وآن الأوان أن يصنع الشباب العمل الذي يرونه يلبي حاجاتهم وطموحاتهم ويفرض ذلك على السياسيين؛ للخروج من الدوران في ذات المكان، لن يفيد بقاء ذات الأشخاص زمنًا طويلًا في واجهة الحدث فإنهم يهرمون وتهرم معهم خطوات السير، وقضيتنا لا يجدي معها هذا التثاقل، كما لا يجدي معها عدم تحقيق تلاحم حقيقي بين شباب المجتمع على اختلاف توجهاتهم، فأين العمل الذي يحقق هذا الاحتكاك ويقربهم من بعضهم ويصقل ما لديهم من خبرات وتجارب أو يُنضجها؟

يفتقد شارعنا الفلسطيني الحوار الجاد على كافة شرائح المجتمع الطلابيّة والمؤسسيّة والشعبيّة، ولا أرى مشكلة في صناعة جو كهذا من نوادٍ شعبية أو حتى مقاهٍ سياسية شعبية أو حوارات جامعيّة أكاديمية مع الأكاديميين؛ فلا يُعقَل بعد هذا الوقت أن نجد كل شخص منغمس في مهنته وكتابه وعمله دون أن يؤثر في صناعة قرار أو يساهم فيه.

ورغم أنها وجهة نظري ولا أفرضها ولكني آمل أن يجد اللاحقون ما فقدناه نحن: الأجواء الثقافية والأدبية والفكرية التي تصنع المقاومة بكل صورها ولا تحصرها في الأذهان بالعمل المسلَّح! قضيّة فلسطين: مقاومة.

 

ذكرى النّكبة 2011م

لعلّ الأحداث وما واكبها يُغني عن الكتابة فيها، ولكن ما علينا أن نفخر به هو إعادة المناسبة إلى حجمها الحقيقي، وبدلًا من أن نتجرع كاسات الموت كل عام حين يحتفل الاحتلال بإقامة دولته، نحييها بتلاحم عربي وإسلامي شعبي يُصر على استرداد الحقوق مهما كلفت الأثمان، فالطريق إلى فلسطين ليست لها مسلك واحد بل يملك أصحاب الحق طرقًا مختلفة تمكنه من العودة ولو بعد حين.

تكرار الزخم في كل ذكرى للنكبة أو ذكرى النكسة القادمة سيعمق الرسالة ويحقق غاياتها ولو بعد حين بإذن الله.

 

ولكم مني أزكى تحية وأطيب الدُّعاء

ملاحظة : كانت فكرة كتاب لكل شهر هي مشروع هذا العام ضمن مشروع البريد الشهري، وحتى لا أبرر التقصير؛ فإني أقدم اليوم كتابًا على أن تتبعه البقية تباعًا إما أسبوعيًا أو بحسب السِّعة والإمكانيّة.

فأرجو منكم المعذرة والدعاء، وبارك الله فيكم.

وغدًا بإذن الله أرسل أول كتاب : التفكير في المفقود

 

إسراء

28/جمادى الثّانية/1432هـ

31/أيّار/2011مـ

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *