في معرض الكتاب
زرت معرض الكتاب الذي عقد في رام الله وانتهى بالأمس 21/10/2012م، وكنت أنتظر أن أجد معرضًا إبداعيًا يفوق تصوراتي، ولعل الحدث بشكل عام جيد ومرضٍ للقائمين ولكن لمن اعتاد زيارة المكتبة وتسوق الكتب فإنه عادة ما يبحث عن المختلف؛ عن الجديد، والذي جمع المعرض دور نشر وتوزيع كثيرة؛ كثير منها فلسطيني أيضًا، وتناول فعاليات مختلفة.
الكتب كانت كثيرة ولكن لمن زار لعله انتبه لطبيعة الكتب فالرواية والقصة والشعر وكتب التنمية لها حيز جيد وإقبال ممتاز، في المقابل فإن هناك كتب كثيرة ومؤلفون كثر لم نر لهم شيئًا، مثلًا كتب التاريخ، والسياسة، والأدب المقاوِم وما يتصل بشعراء وأدباء المهجر.
طريقة عرض الكتب تقليدية، وكأننا ندخل سوق شعبي، وكنت أنتظر أن أدخل فكرة، أن أكسب انطباعًا دون أن يكون الهم التفتيش بين العناوين ثم شراء كتب بعضها غالٍ إلا إن كنت ذكيًا وانتبهت أن ذات الكتاب في دار أخرى تقريبًا بنصف السعر!!!
طريقة العرض للكتب، وكذلك معرفة الموجود لدى كل دار، كان يمكن تقديمه بشكل آخر أو حتى توفيره إلكترونيًا قبل الزيارة.
الدار التي كتبها للقراءة فقط وليست للبيع كان يمكن توفير جلسة منظمة هناك لأنه من غير المعقول أن يقضي المرء يومه في المعرض واقفًا إلا في قسم الفعاليات!
كان يمكن الترتيب مع دور نشر لتبني إنتاجات ناشئين أو حتى رسائل أكاديمية لنشرها بفتح الباب لمن يحب أن يقدم ما لديه ويشق طريقه إلى النشر.
كان يمكن جعل المعرض شهرًا والترتيب مع مدارس أو رياض االمحافظات الأخرى لزيارته وتقديم فعاليات خاصة بهم.
كان يمكن التواصل مع الرياض والمدارس والجامعات والمكتبات العامة لتزويدهم بما سيأتي من كتب فيحددوا ما يريدون ويشترونه أو يوفرون الطلبيات لهم دون عناء أو على الأقل بتخصيص يوم لهم دون غيرهم.
كان يمكن عمل شاشات إلكترونية داخل المعرض تستمر بالعرض لدور النشر المشاركة، وأسماء في سماء الأدب، أهمية القراءة، بعض المقتبسات.
وإعداد تعريف بكل دار نشر على بوستر قماشي يوضع بشكل طولي مدخل كل دار.
كما أسجل اعتراضي حول طريقة طباعة وعرض كتب السياسة والتاريخ وما كانت قديمة إذ لا زالت في شكلها غير عصرية ولا جذابة والناس تميل اليوم إلى جمال العرض في الغلاف والتنسيق الداخلي المحبب فما الذي يمنعهم من إعادة مراجعتها وتهذيبها لترقى في سلم المنافسة مع الكتب العصرية التي في كثير منها شكل فقط والجوهر فارغ أو بضعة سطور فقط!
كما كان يمكن العناية بالسقف والممرات لإسعاد الزوار وجذبهم.
كان يمكن عقد مسابقة وفعاليات تفاعلية او كتيب جامع للمعرض فيه أسماء دور النشر وآلية التواصل معها إلى جانب مسابقة يتم تسليم الإجابات عليها في آخر يوم.
التظاهرة الثقافية لا يجب أن تكون في 10 أيام بل لا بد أن ينتج عنها ما يجعلها حولية أيضًا.
الصورتةالمرفقة نموذج فقط لجو قد يكون مريحًا ومغايرًا .
فمتى نستطيع أن نواكب فكرة توفير الجهد والوقت على الزبون؟ وأن نقدم له غذاءنا أو فكرتنا بطريقة جذابة؟
