عام

محطات – 06/2011

Views: 1235

 

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تحية طيبة وبعد

مع هبوب رياح صيف 2011م كلي أمل أن يكون أحلى صيف لي ولكم، وقد ختمت الصفحة الماضية بالحديث عن النكبة واليوم في رسالة شهر حزيران فسأبدأ بذكرى النكسة الثالثة والأربعين، وقبل ذلك أحيي همتكم وقلوبكم وأهنئكم بانقضاء الفصل راجية من الله العلي القدير أن تكون تكللت جهودكم بثمرات ترضي الله عز وجل وترضيكم
لعل رجع الصدى والخيط الواصل بيني وبينكم ليس بتلك المتانة ولكني آمل أن يكتب الله القبول لسطوري ويسدد نيتي ويعلمني ما ينفعني وينفعكم بما علمني؛ إنه ولي ذلك والقادر عليه

أمّا بعد

43 عامًا على احتلال القدس

أسموها نكسة وإن كانت التسمية تسبب حالة من الكآبة الأبدية لمن ينطق بها أو يتلقاها، وإن كانت حقيقة ولكن حالة التباكي والأسف لن تقدم شيئًا للقدس وفلسطين لأنها تخدر الهمة وتقتلها. وهذا العام كسابقه في مرور الذكرى التي باتت تمر ويجهلها الكثيرون أما دولة الاحتلال فإنها في كل عام تتفنن في الاحتفال وهذا العام كانت القدس أشبه بمسرح لسفاهتهم وسبهم لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، يحتفلون بالقدس عاصمة ونحن لا زلنا نتباكى هذا إن تذكرناها! حتى مسيرات العودة الثانية لم تكن كما المأمول لتداخلات سياسية سوى ما كان في سوريا والتي شوهها البعض حين خلطوا المآرب والتوجهات ونسأل الله أن يتقبلهم شهداء
ما يمكن قوله أن هذا العام مختلف بكل المقاييس سواء راق لنا هذا وأيدناه أو اختلفنا عليه ونرجو أن يكون المقبل علينا خير مما مضى فمن الواضح أن كل الوقائع تجعل القدس والأقصى كقضية تتبلور وتتجه نحو الحسم

حكومة وطنية بنكهة محاكمات عسكرية!

منذ توقيع المصالحة وإعلانها في 2011/05/04م إلى اليوم ونحن نسمع عن لقاءات واتفاقات ومباحثات، تبلورت حول تشكيل حكومة وتوزيع وزارات وخلاف على رئاسة حكومة، في الوقت الذي لا زلنا ننتظر أن تتم ترجمة المصالحة عمليًا بالإفراج عن المختطفين السياسيين في سجون الأجهزة الأمنية/الضفة الغربية ، ولكن بدلًا من ذلك نسمع عن أحكام بالاعتقال لمدة عام ونصف على خمس رجال بينهم أسير في سجون الاحتلال الصهيوني -حكم غيابي-، وليس الغريب في المحاكمة بل بتوقيتها وتهمها حتى بات عمل الخير من منطق الأجهزة هو مساس بأمن الدولة ولا اعلم أيقصدون دولة الاحتلال أم دولتنا التي لا نراها؟
وكما ينتظر الجميع ما تتمخض عنه اللقاءات نتفاجأ بتأجيل اللقاءات بدعوى مشاكل فنية أو سفر الرئيس إلى تركيا أو وجود خلاف استدعى تدخلات دولية حتى باتت هذه الجولة مسرحية جديدة تُضَاف إلى مأساة واقعنا وتنطق بكل وضوح بشيء واحد هو
فشل المصالحة
والتي لن يُعلنوا عن موتها الآن ولكن الوقائع على الأرض ستدلل على ذلك بشكل جيد ولن نتفاجأ من مجزرة جديدة تتعلق بأسطول الحرية أو حتى في غزة
تماما كما نلاحظ الآن كثرة الاعتقالات من قِبل الاحتلال
وكما نلاحظ تكتم أجهزة السلطة في أمر محاكمة المطارد “أيوب القواسمي” والتي ستسفر الأيام القادمة عن واحد من خياريْن : إما قتله أو تسليمه للاحتلال ؛ لنستذكر أبو هنود وسجن أريحا.
وكل هذه الخيارات بشكل ما ستخدم واجهة السُلطة لإعلان فشل لمصالحة يرضي اليهود والنصارى ويبيع القضية للمرة ال…. فلم يكتمل بعد مسلسل التنازلات

يوم في عكا

رحلة العام التي أنتظرها مع ركب القدس المسافر الذي أحبه، هذا العام كانت إلى عكا، رحلة جميلة مررنا خلالها بمناطق عديدة في القدس ومناطق الداخل المحتلة نسير في وسطها وكأنها ترحب بالقادم إليها فلا تمل عينيك التجول يمنة ويسرة وأنت تريد أن تجمع شتات الصورة الممتدة على طول المساحات الشاسعة، ويلاحظ المسافر إلى الشمال أن أطراف الشوارع تخلو من البنيان إذ المباني تنحسر إلى الوراء ما عدا ما كان في يافا وتل الربيع
حدثت نفسي كثيرًا في الطريق عما يجعل هذه البلاد حبيبة إلى قلوبنا رغم أننا لا نملك فيه شبرًا ولسنا ممن هُجروا منها؛ فما وجدت إلا إسلاميتها تخاطبني وتخاطب كل حر مسلم بأنها ملكه وعليه العمل لاستردادها والتخطيط لمستقبلها ومواصلة ذكرها
سرنا مشيًا قرابة ساعة ونصف وكانت فرصة لتجديد حيوية القلب وفرصة أكبر للتعرف على جمال هذه المناطق المتروكة وموقوفة دون سكان ومهددة في كل وقت بوضع اليد، مَن نلقاهم هناك هم مَن يرققون قلوبنا ويحتضوننا بجمال أرواحهم حتى نتمنى أن نحيا معهم دومًا فلا نملك إلا دعاء في ظهر الغيب لهم ولمن كان سببًا في جمال الأثر وصناعة الحدث
بحر عكا وقلعتها وسورها وبلدتها القديمة حديث يأخذنا إلى جدلية تشابه رائعة مع القدس حتى تشعر أنك من أهل البلد وكأن كل ما فيها يصافحك، البحر يصافح أنفاسك، والأرض تصافح قدميك، وبسمات أهلها تصافح محياك، والقلعة والنفق يصافحان العقل والفكر

ماذا تعلمت في هذه الرحلة ؟
– إرادة الإنسان تحطم وهم العجز والتذمر والمهم هو الخطوة الأولى
– احرص دومًا على الانطباع الأول ففي كل لحظة انت معرض أن تلتقي أناسًا جدد؛ وكمسلم عليك أن تكسبهم دائما وتحرص عليهم وتنصح لهم وتحبهم
– هناك لحظات لا بد أن نعيشها كما هي دون قيود تتعلق بالسن وبتلقائية عالية وهذا يساهم في تغيير النفس من أعماقها
– الأرض كلها لنا وهي تعرف أهلها جيدًا علينا ونحن نتعلم وندرس ونتحدث ونطلق همتنا أن نتذكر أن لنا أرض تنتظرنا ولنا مشاريع نريد تنفيذها عليها مهما طال الزمن
كل مشهد وصورة علمني الكثير ولعلي أعود لذلك وسأرفق صورتين للرحلة

المراة النموذج

دعيت لحفل خريجات صغير، كانت الأخوات فيه بارعات ومتفوقات في تخصصاتهن في مجالات هندسة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وقد حققن نتائج عالية في مشاريع التخرج بين 88-94% ، ومنهن مَن أعدت ورقة علمية بمشروعها، رفعن مستوى همتي كما قدمن نموذجًا رفيعًا للداعية المتفوقة وكم أرجو أن يكملن طريقهن العلمي وأن يجدن مَن يسند مسيرتهن العلمية ويدعم دراستهن، صناعة النموذج المتكامل للمرأة المسلمة ممكن إن وفرنا له الفرصة والإمكانيات مع وجود الدافعية؛ فلندعم المرأة المسلمة كي تثبت حضورها في المجتمع وهي منافس جيد لنظيرتها غير الملتزمة فكرًا وسلوكًا، وفقهن الله وفتح عليهن وغفر لي ولهن

وفي الختام

أسأل الله عز وجل أن يجعل أيامنا القادمة خير مما سلف
وفي إطار التحضير لرمضان سأشارككم بإذن الله التهيؤ وإعداد الزاد
وبالنسبة لتلخيص الكتب وقتي مزدحم وأسأل الله أن ييسر لي أمري لأكمل ما ألزمت نفسي به

ولكم مني أجمل تحية وازكى دعاء
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إسراء
2011/06/30م
28 رجب /1432هـ

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *