عام

في شهر 02/2012م

Views: 2819

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تحية الإشراق والأمل

شهر شباط لهذا العام مثقل بالغيث والألم، المتناقض بين الفرح الحزن
لحظات كثيرة يؤرخها هذا الشهر أوجزها في سطور

تجدد أمل الناس في هذا العام بالاحتفال بالمطر والاستعداد لاستقبال الثلج سرور غامر ذاك الذي ينشط جوارحهم ويرسم ابتساماتهم التي تشق طريقها للنور رغم صعوبة الحياة ولا زالوا يحتفلون بالغيث، والخليل نصيبها تكعيبي من الثلج فسبحان مقسم الأرزاق !
هي أفراح الإنسان والطير والأرض، كلها مجتمعة، بارك الله في غيثنا وأرزاقنا ونفعنا بها

أما الرسائل الربانية بالحوادث والابتلاءات فهي كثيرة لعل أبرزها هذا الشهر حادث الأطفال الذين ماتوا احتراقًا
تحيي الحادثة في نفسي آيات عظيمة من سورة البروج، قوله تعالى: “قُتِل أصحاب الأخدود، النار ذات الوَقود، إذ هم عليها قعود”
مع الفارق طبعًا، فأي تصور يمكن أن ينطبع في أذهاننا ونحن نعي أن هناك مَن وقف مشدوهًا يرى احتراقهم وتفحمهم ويسمع استغاثاتهم، وكم هو مؤلم حين ترى شبابًا يبكون أو يحاولون أن يطفئوا ومن ثم تنتهي وسيلتهم!
رحمهم الله، والعبر كثيرة كما العبرات التي انكسبت تغسل ذنوبنا وضعفنا وقيلة حيلتنا كثيرة!
اللهم اغفر لنا وارحمنا وأحسن خاتمتنا

على الساحة السياسية اتفاق الدوحة، ولستُ هنا لأناقش أبعاده، ولكني أتساءل حين تقدم كل شيء وتكون على استعداد لتقديم كل ما بين يديك لتتم أمرًا، ومن ثم يتعطل فمَن المستفيد؟
متى تتحرر الإرادات السياسية من ارتهاناتها الخارجية وترفع المصلحة العامة أولًا، الوطن وحقوقنا المشتركة؟!
لعلنا لسنا بحاجة لاتفاقات وتفاهمات بل لصدق في الطلب والعطاء.

أما الشباب، فقد طلق شباب جامعة بيرزيت خوفهم، وكان لهم سبق ريادي بالاعتصام داخل الجامعة مطالبين بحقوقهم في حرية الرأي والعمل دون اعتقال سياسي أو استدعاء أو حظر أو ملاحقة
إنها تجربة تعيدنا للجامعات المصرية التي تعتصم وتقيم المعارض المتحركة ويفصل طلبة الكليات ومن ثم؟ زال ظلام تلك الحقبة وإن كانت تواجههم ابتلاءات جديدة ولكنها ليست مصادرة للحرية!
إني أرجو أن تعود الجامعات لريادتها علمًا وخلقًا وثقافة أصيلة إسلامية

وتكبر سعادتي حين يبقى هناك فُسحة لتنفس الحرية واقعًا وسلوكًا
هي دعوة للقراءة وترجمة الأفكار، ومَن يعلم مؤسسة تستقبل الأفكار لتحيلها واقعًا فليرشدني مشكورًا

وأسأل الله أن يعينني وإياكم لنصلح أنفسنا وواقعنا ونحيا الإسلام وبالإسلام بفهم وصدق وهمة وثابة
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إسراء
7/ربيع ثاني/1433هـ
29/شباط/2012م

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *