على هامش آخر ليلة
على هامش آخر ليلة
عمر طويل جمعنا، يطوي شريط الذكريات بعضه طيًا؛ ما كانت أصغر مني بل أنضج مني وأذكى، تبصرني حين تطغى عليَّ سذاجتي، وتوجهني حين أتخبط مع البشر.
أقرب لروحي من توأم في الذوق وفهم الاختيارات، أحاديث كثيرة بيننا تبدأ وتنتهي بالنظر أو حتى الإحساس إن فرقتنا المسافات.
قد تتذكر الأخوات تلك الخلافات الجميلة والمشاكسات على شغل البيت أو حتى المكانة القلبية لدى أحد أفراد العائلة؛ لكنني لا أتذكر إلا أمريْن: أني لم أغر منها يومًا وأنها حظرتني على الفيسبوك .
لا أعرف لمَ يحزن الناس حين يفترقون؛ ونحن تعودنا على الافتراق، وهذه من نعم الله علينا كعائلة، تهيئة الله لنا وكثرة التنقل والترحال تشعرني الآن أن الحال كما هو ستتزوج؛ سأراها في مناسبات كثيرة هو ذات الحال الذي نعيشه فموسم التجمع العائلي منذ 19 عامًا هو المناسبات.
نحن كبشر نفقد من يعيشون فينا أو معنا، ونحن كبشر أيضًا نستعذب النكد لذلك نميل للتنغيص على أنفسنا، لكني من الذين لا يبكون على سُنن الحياة إلا الموت.
سأشتاق إلى أحلام الصغر التي تراها الآن سخيفة ، سأشتاق لأشياء كثيرة رغم أنّ التقنية تذهب بلوعة الأشواق ليعيش الناس معًا في كل حين.
نحن نبكي في مواقف كثيرة اخترناها بإرادتنا الكاملة؛ حقًا إننا متناقضون أو هكذا يظهر.
على أية حال ورغم كل شيء وطقوس النكد التي لا يخلو منها بيت؛ هذه أول فرحة زواج في البيت ولله الحمد.
أدعو الله أن ييسر أمر أختي ويبارك فيها ولها في زوجها وبيتها وأن يجمع بينهما في خير.
وإن كان الولد لا يُعوض كذلك الأشقاء؛ ولاء: أحبكِ مدى عمري، أحبكِ أكثر من نفسي.
إسراء خضر لافي
19/جمادى أولى/1435هـ
20/آذار/2014م