عام

رسالة الشهر: في الحياة [03/2014]

Views: 1963

في الحياة

نحن في هذه الحياة الممتدة سابحون في أفلاك والاستمرار هو الحقيقة الوحيدة، فإن توقفت عن التجديف تغرق وحدك ومثلك كل مَن اختار السكون واستسلم للتعب أو الفتور أو اليأس أو اختار الانتظار لكنه انتظار محفوفٌ بالموت لأن ديمومة الحياة تقضي على الغافلين.

وإن استمررت بالتجديف دون وعي أو تحديد هدف ستتعب وتهلك بعد حين أو تتيقظ على عمر فرَّ من بين يديك عبثًا، ولكن إنِ امتلكت العزيمة امتلكت كل شيء حتى إن داعبتك هموم الحياة فإنها لن تكسرك وتثنيك عن الاستمرار إلا باختيارك!

بين الانكفاء والانطلاق

يدخل كثيرون منا في دوامة حزن وألم وكآبة حين التعرض لمواقف متعبة من حرمان أو اعتقال أحباب أو ضغوط ما عائلية أو اجتماعية أو مهنية.

ويجد من يواسيه ويعزز الحزن بدلًا من صرف النظر عن التفكير في المفقود إلى التفكير في الحكمة والدلالة، ولهذا المجاملات في كثير منها زائفة، تدفعنا قسرًا لنتألم ونحن لا نشعر بالألم، تريد منا أن نلتفت لخسارة وهي ليست خسارة.

الفاصل بين الانكفاء على النفس والانطلاق إلى رحابة الحياة بما نمتلك من إمكانات هو لحظات ندير فيها الأزمة، لحظات ندير فيها مشاعرنا، يكفينا  سجن لأنفسنا في الدوائر القاتمة.

بما أن الحياة مستمرة، وستستمر رغم كل ابتلاء إذن لنستمر.

الانضباط في تطوير الذات

ربما من أصعب الأمور التي أجدها رغم حرصي الشديد على الوقت إلا أن أمورًا كثيرة ضمنتها جدولي لم أنجزها، ومنها القراءة في مجال معين.

أحيانًا وجود رفيق/ة يشاركك لذة تناول السطور ويحفزك للانتباه إلى بعض الأفكار، أو يناقشك في مجمل كتاب ما، أو يهديك عناوين لكتب راقت له، يكون حافزًا للقراءة.

قلت سأجتهد وأنجز ما بين يديّ كي أثبت لنفسي أن الإنسان قادر على ضبط بوصلته منفردًا، لكن الحقيقة أنه يحتاج لإخوان الطريق يتفقدونه وينافسونه كل في مجاله أو نشاطه الذي اختاره لنفسه.

فمن كل له خليل أو خلان فليحرص عليهم ويدعو لديمومتهم ويتعهدهم بهدية وتقدير.

بصراحة مع الدولة

حين الحديث عن الدولة وشكلها وكيف نفكر بها، أتساءل:

–          هل حقًا نقبل أن يكون الوزير أو رئيس الحكومة أو حتى رئيس الدولة لا يدين بالإسلام؟ أو ممن يتبنى أفكارًا غير إسلامية ولا يرى في الإسلام منهج حياة شامل؟

–           لماذا نفكر دائمًا بتحجيم الخصم والحد من صلاحياته إن كنا نثق بما في أيدينا من مبادئ وممارسة على الأرض؟

ربما السلطوية والإقصاء عملية تربوية بدأت من البيوت، وهي ليست نتيجة ممارسة طارئة أو لحقبة من الزمان، نحن بحاجة مع امتلاك الرؤية السياسية المتكاملة التي نريد إلى مراجعة العملية التربوية والثقافية، ومن جديد تحويل الطاقات الصفرية المهملة إلى منتجة.

النصر والدم

يورق النصر من بين قطرات الدم، فالانتصارات العزيزة أشرقت بعد دماء عظماء ومخلصين والله حسيبهم.

أن يرتبط النصر بالدم عقيدة وثقافة لا نملك أن نتسامى عنها، إذ لا بد لصاحب الفكرة أن يرويها بصدقه وعمله فتكون حياته ترجمانًا لأقواله فإن رواها بدمه صمتت كل الألسنة المزاودة، وحق للتابعين أن يفتخروا بمن صدق الله فصدقه.

إنما تعيش النصر الحقيقي كلما كنت صادقًا نقيًا عاملًا بما تقول، أما قوافل الشهداء فيعقبها فجر وتمكين.

إسراء خضر لافي

30/جمادى أولى/1435هـ

31/آذار/2014م

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *