عام

شهيدٌ ثم أسير

Views: 2603

شهيدٌ ثم أسير

يحصل حصريًا في فلسطين أن تكون شهيدًا ثم أسيرًا ثم يحتفي بحريتك وطنٌ بأسره ممتدٌ ما وصل إليه أبناؤه في الغُربة .. في اللجوء .. على الحدود متأهبين للعودة!

حين يلدك الأَسْرُ حرًا فإن قلبك يرقُص كما لم يمسك سوء .. ويفرح مَن يعرفك فقط ..

وحين تخرج من رحم الأرضِ لتعودَ إلى حضن محبيك فإن مَن يعرف بعودتك لا يُحصَوْن! ..

لم يلتفت إليكَ أحدٌ وأنت حيٌ ثم وأنتَ منذ زمن تحتضنك أرضك التي سال دمك على رُباها صار لا بُد من أن ينشطر فرحك ليعُمَّ كونًا انقسم حين تناثرت أشلاؤك بين مؤيد ومعارِض! ..

وحده مَن ارتضى بدربك منهجًا يحقُ له أن يفرح ..

أما مَن يقتاتون على حصادك ويرفضون نهجك وفعلك فإنَّ موكب زفافك يلفظهم وقَسَمات وجوههم تفضحهم ..

لعلَّك سيدي ترتضي أن تبقى في بطن أرضك ليخرج آخرون .. فقد تربعت على عرش العطاء حين افتديت قضيتك بروحك ليحيا الباقون بكرامة وتفعل لو ملكت أن تفتديهم بقبرك! ..

لكن لكل غائب موعد ليؤوب وأنتَ منهم .. فقافلة الغُيَّاب يا سيدي تطول .. وإنَّا لك ولهم جميعًا لمنتظرون ..

إلى الشهداء الأسرى في مقابر الأرقام الذين تحررت أرواحهم إلى العلياء وبقيت أجسادهم تنتظر الحرية من قيد الرقم؛ وقيد المساومة ..

حرية تروي قلب أمٍ وزوجة وابنة يطمعْن بوداع كما يليق بقاماتكم

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *